زاد الاردن الاخباري -
استبعد مسؤول سعودي الجمعة، موافقة المملكة على طلب الرئيس الاميركي جو بايدن زيادة انتاج النفط لكبح جماح اسعار الطاقة التي باتت تتسبب بمشكلات اقتصادية عميقة في الولايات المتحدة والغرب عموما.
وقال مستشار وزارة البترول السعودية محمد الصبان في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية غداة بدء بايدن زيارة الى المملكة هي الاولى له منذ توليه المنصب، إن اقناع الرياض "بزيادة انتاج النفط ليس بالأمر السهل، ولا أعتقد أنه سينجح".
واضاف الصبان ان السبب يعود الى واقع أنه "ليس هناك نقص في الأسواق بل تخوفات وتوترات جيوسياسية"، مستبعداً أن توافق السعودية على "اتخاذ خطوة منفردة خارج إطار تحالف أوبك بلس".
وأشار الى أن "عدم الموافقة السعودية على زيادة الانتاج قد يؤثر على المضاربين" الذين اكد أن حركة أسعار النفط في الفترة الأخيرة ناتجة عن تعاملاتهم.
ولفت الصبان الى ان المضاربين "يتوقعون زيادة في الأسعار نتيجة حظر النفط الروسي من قبل أوروبا التي تاخذ أوامرها من الولايات المتحدة، وهم يتوقعون بأن أوبك بلس سوف لن تزيد من انتاجها".
ونوّه إلى أن المضاربين "إذا شعروا بأن السعودية لن توافق على زيادة الانتاج بصورة منفردة، فان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، والأسواق قد أخذت هذا في الاعتبار".
بشان إلتزام السعودية بقرار تحالف أوبك بلس، قال "حينما تكون أي دولة في تحالف وتتبنى قراراتها طوعياً، فأنه من الصعب العمل على حرق هذه القرارات وعدم الالتزام بها".
مستشار وزارة النفط السعودية أضاف أن "أقصى من يمكن للسعودية أن تفعله، هو تأخذ هذا الطلب إلى اجتماع تحالف أوبك بلس القادم في شهر آب المقبل لمناقشته والنظر في إمكانية القبول به وزيادة الانتاج بصورة جماعية وليست بصورة منفردة"، مشدداً على أن "السعودية لا تأخذ قرارها بصورة منفردة طالما هي في تحالف، وهذا الأمر ليس لإرضاء روسيا التي هي رئيس مشارك في التحالف، وإنما لاعطاء مصداقية لقرار التحالف".
حول الإمكانية الفنية لزيادة الانتاج، أوضح أن الطاقة الاجمالية للسعودية في حدود 12,5 مليون برميل يومياً، بينما تنتج حالياً 10,8 مليون برميل يومياً، وهناك 1,5 مليون برميل يومياً طاقة فائضة بإمكان السعودية أن تضخها، لكن لن تضخها إلا إذا استلتزم الأمر في إطار تحالف أوبك بلس".
واشنطن لا تتوقع زيادة إنتاج فورية
وفي وقت سابق الجمعة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة لا تتوقع أن تزيد السعودية إنتاج النفط في الحال وتتطلع إلى ما يسفر عنه اجتماع أوبك+ المقبل في 3 آب/أغسطس في خفض للتوقعات مع زيارة بايدن للسعودية.
وقال سوليفان "لا أعتقد أنه يلزم توقع إعلان معين هنا على المستوى الثنائي لأن في اعتقادنا أن أي إجراء يُتخذ لضمان وجود طاقة كافية لحماية الاقتصاد العالمي، سيتم في سياق أوبك +".
سوليفان قال إن الرئيس الأميركي وفريقه سيجرون محادثات موسعة حول أمن الطاقة في الاجتماعات بالسعودية وإن المحادثات ستغطي قضايا تتعلق بتأثير الحرب الروسية في أوكرانيا.
وضاعفت السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، كمية زيت الوقود الروسي التي تستوردها لأكثر من المثلين في الربع الثاني لتغذية محطات الطاقة بهدف تلبية الطلب على التبريد في الصيف، وتخصيص النفط الخام في المملكة للتصدير بحسب بيانات ووفقا لما قاله تجار.
ووصل بايدن إلى جدة، الجمعة، في رحلة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي يشتمل برنامجها على موضوعات إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون الأمني.
ومع ذلك، يمكن أن تحصل الولايات المتحدة على التزام بأن أوبك ستعزز الإنتاج في الأشهر المقبلة أملا في أن تقدم إشارة إلى السوق بأن الإمدادات ستُتاح عند الضرورة.
وتمتلك السعودية إلى جانب الإمارات الجزء الأكبر من الطاقة الفائضة داخل مجموعة أوبك+، وهو تحالف بين منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك) ومُصدرين آخرين أبرزهم روسيا. ومن المتوقع أن يعقد بايدن اجتماعات مباشرة مع قادة السعودية والإمارات خلال جولته.
لكن السعودية أكدت مرارا أنها لن تتصرف من جانب واحد.