زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس لجنة الاقتصاد النيابية الدكتور خير أبو صعيليك، إن قمة جدة للأمن والتنمية جاءت عقب انهيار مفهوم العولمة في إطارها الكبير والآثار العميقة التي فرضتها جائحة كورونا، ما دفع العديد من دول العالم للذهاب نحو تكامل إقليمي، خاصة فيما يتعلق بموضوع سلاسل الغذاء والتزويد في ظل التغير المناخي الكبير.
وأضاف أبو صعيليك أن الدول التسعة المشاركة في قمة جدة تشكل نحو 40 في المئة من سكان الشرق الأوسط، و55 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.
وبين أن تلك الدول لديها ناتج محلي يفوق 2 تريليون دولار، مشيرا إلى أن الحديث يأتي على قوة اقتصادية مهمة في الإطار العالمي، خاصة وجود السعودية وهي إحدى دول مجموعة العشرين.
ولفت أبو صعيليك إلى أن أول من قاد جهود التكامل العربي كان جلالة الملك عبد الله الثاني، عندما قاد محور "القاهرة، عمان، بغداد"، وزيارة جلالته إلى بغداد، والقمة التي عقدت في العقبة من خلال إضافة الإمارات وتوقيع اتفاق للتكامل الصناعي بين تلك الدول.
وأوضح أن الأردن لديه ميزة نسبية اقتصادية مرتفعة مقارنة مع العديد من الدول الأخرى، فهو يعتبر صاحب رابع احتياطي عالمي من الفوسفات، وسابع مصدّر عالمي للبوتاس، ويمتلك احتياطي كبير من السيليكا، بالإضافة إلى خبرة كبيرة في المجال الصناعي، خاصة الصناعات ذات القيمة المضافة والأدوية. كما يمتلك اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية توصف بأنها فريدة.
وقال أبو صعيليك، إن الأردن على المستوى المحلي، لديه اهتمام بالتكامل والشراكة مع المنطقة، أكثر من أي وقت مضى، مبينا أن المملكة كان لديها إعادة إنتاج لأدواتها على المستويين الاقتصادي والسياسي، من خلال الورشة الكبيرة التي دعا إليها جلالة الملك وانبثق عنها رؤية التحديث الاقتصادي، فيما رجح أن يصدر عن رئاسة الوزراء موضوع الإصلاح الإداري وتطوير القطاع العام.
وأكد أن الأردن لديه الجاهزية ليكون شريكا في المنطقة، ولديه اهتمامات في الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق، خاصة أن الأردن يواجه أرقام بطالة عالية تلامس 25 في المئة، وعجز في الموازنة ودين كبير، بالتالي فإن الموضوع الاقتصادي يتصدر سلم الأولويات.
من جانبه، قال رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الدكتور موسى شتيوي، إن قمة جدة يجب أن توضع في السياقين العملي والإقليمي، وأنه بعد عشر سنوات من الربيع العربي، أصبح هناك العديد من التوترات في الإقليم، انعكست على العلاقات الثنائية التي كانت خاضعة لكثير من المصالح.
وأضاف شتيوي أن الولايات المتحدة الأمريكية، أدركت أن التحولات العالمية التي تحدث الآن نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية، والاستراتيجية الأمريكية التي بدأها الرئيس السابق باراك أوباما إلى حد ما بالخروج من الشرق الأوسط، كانت خطأ كبيرا ويضر في مصلحتها، على اعتبار أن الجانب السياسي لا ينفصل عن الاقتصادي، وأنه كان هناك نوع من ترميم العلاقات.
وأشار إلى أن لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي بايدن، ارتقى الحوار إلى لقاء استراتيجي بملفات أردنية وغير أردنية بما فيها العلاقات الثنائية بين البلدين، والأزمة السورية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية.
ولفت شتيوي إلى أن قمة جدة عكست وجهة النظر الأردنية في الإقليم.
وبين أن القمة كشفت وجود تفاهم مشترك وآلية مستقبلية للقضايا الاقتصادية وأهميتها في تأمين الأمن والاستقرار السياسي في المنطقة.
وقال إن هناك إدراك واضح في في القمة ظهر من خلال البيان المشترك بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، الذي أكد على أهمية الدور الأردني استراتيجيا من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
وأكد على ضرورة معالجة بعض القضايا الاقتصادية من منظور تشاركي وإقليمي، مبينا في هذا الصدد أن جلالة الملك كان أول من ذكر مسألة الأمن الغذائي الإقليمي.
وجدد شتيوي تأكيده على أن الدعم الأمريكي للأردن يعتبر ثقة في الأردن وقيادة جلالة الملك، وكل ذلك لن ينعكس على الأردن فحسب، إنما على الشركاء في الاستثمار، ومن هنا جاء تركيز بايدن على أن الأردن ممكن أن يكون مركزا إقليميا في البنية التحتية والسكك الحديدية والربط الكهربائي، بالإضافة إلى الأمن الغذائي والمواصلات.