هل يوجد في الاردن نفط وغاز ؟
الاردن انفق ملايين الدنانير على دراسات واستشارات للتنقيب عن النفط والغاز .
وشركات اجنبية كبرى سحبت امتيازات التنقيب ، وبعدما اكتشفت عن عدم جدواها مع حجم الاستثمار المقدر بمليارات الدولارات .
قبل ايام تابعت حوارا تلفزيونيا حول حقيقة وجود نفط وغاز في الاردن .
حرب كلام انفعالي واتهامي ، وكلام يخترق سقوف الاحتمالات دون ادلة وبراهين واقعية وعلمية .
احد الخبراء يتكلم ليخاطب غضب ونزق الاردنيين ، وكما لو ان خطابه تحريضي سياسي ، ويقول للاردنيين ان الحكومة لا تريد ان استخراج النفط ، ان هناك مؤامرة كونية لكي يبقى الاردنيون فقراء وجيعانيين .
كلام استعراضي ، ويذهب الى هذا الخطاب كثير من خبراء الطاقة ومن يحملون اوراقا على شاشة التلفزيون ، لو قلبتها لاكتشفت انها بيضاء وصفراء وجرداء ، وبلا اي قيمة تذكر .
انصح الاعلام بان يتوقف عن طرح اسئلة جوهر منطوقها علمي وبحثي ، وليس شعبويا واستعراضيا واتهاميا.
حكي السرايا مش مثل حكي القرايا .. ما يثير الانتباه هنا من اطروحات الخائفين على الشعب الاردني ، فلماذا تتستر الحكومات على استخرج النفط ؟
الاردن يملك ما هو اثمن من النفط والغاز ، يملك البوتاس والفوسفات ، والنحاس ، وكل ثروات الاردن في جنوبه .
وجود النفط والغاز الاردني من عدمه ، سؤال مطروح اردنيا من منتصف القرن الماضي .
و سلطة المصادر الطبيعية في بحوث ودراسات توصلت الى اثباتات بوجود الغاز والنفط في مناطق حقلي الريشة وحمزة وجرى استخرجها وتزويد محطات كهرباء ومصفاة البترول من انتاجها .
في مسالة التنقيب عن النفط والغاز لو ان الله يلهم الاردنيين الصبر والثقة ، وطولة البال .
و لنعود ونكرر القول ان وجود النفط والغاز اولا يحتاج الى تنقيب واستقصاء علمي ومخبري ، وخبراء لهم باع ضليع في التنقيب عن النفط والغاز .
و لربما ما هو اهم سواء عثرنا على غاز ونفط اردني ام لا ، توفر ارادة وطنية ، واستثمار وطني في الثروات وعدالة توزيعها .
و اكثر ما نحتاج الى ادارة حفصية لاي ثروة وطنية .. انظروا من حولكم اليوم ، شركات عملاقة ، وماذا جلبت الى الكرك والاغوار والجنوب ؟
بطالة وابناء الجنوب يهاجرون ديارهم بحثا عن فرصة عمل وامل في مناطق اخرى .. ومناطقهم تحولت الى طاردة للحياة والعيش ..
نعم ، نتمنى لو يكون الاردن بلدا منتجا للغاز والنفط ، واتمنى ان صحراء وجبال الاردن تتحول الى ابار للنفط والغاز ، وننتج نفطا وغازا يحمل اسم الاردن .
و لكن ، واتمنى اكثر ان يحل العدل ، ولا نغامر في نظريات الاستثمار ، وان نستثمر اولا بالانسان الاردني ، وان يكون صلب نظرية الاستثمار وفقه الاقتصاد التقدم بالمجتمع والانسان .
الاردني غني عن سماع احلام طوطابية .. وما اسمعه في مسالة النفط والغاز الاردني محزن ومؤسف ، واشواط من حوار بيزنطي بلا جوهر ولا فكرة ومبدا ولا نتيجة ، وحتما تاخذنا هكذا حوارات وحروب كلام الى العدمية والعبثية السياسية ، وهذا ما لا يحتاجه الاردن اليوم ، وفي عملية ضبط الايقاعات العامة يفترض الانصات لصوت الحكمة والعقل ، والممكن والمستحيل .