بحرص أردني وعلى أعلى المستويات، تحرّكت الأجهزة المعنية لحل مشكلة الاكتظاظ على جسر الملك حسين، التي يعاني منها المسافرون الفلسطينيون، من خلال عدة إجراءات واتصالات مع الجانب الإسرائيلي الذي لم يحرّك ساكنا تجاه هذه المشكلة على الرغم من أنه سببها الأساسي نظرا لعدم استجابته للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المسافرين، هذه الزيادة متوقعة كونها تترافق مع موسم الصيف، اضافة لكونها جاءت بعد انقطاع السفر لمدة عامين نتيجة لجائحة كورونا.
تعددت شكاوى القادمين عبر الجسر إلى المملكة، والسبب واحد، الكامن في تأخّر معاملات المسافرين، من الجانب الإسرائيلي أو عدم استقبالهم نظرا لانتهاء ساعات دوام الموظفين في الجانب الإسرائيلي في وقت مبكّر، وكما أكد وزير الداخلية مازن الفراية فإن «الجسر يرتاده يوميا أكثر من عشرة آلاف مسافر لا يدخل منهم إلا النصف تقريبا نتيجة الإجراءات الإسرائيلية من حيث قصر أوقات الدوام لديهم وأعداد الموظفين»، وفي هذا الإجراء الاسرائيلي الذي يضع عقبات أمام حركة المواطنين الفلسطينيين تنتج أزمة الاكتظاظ والازدحامات، وما يتبعها من تعرّض المسافرين للكثير من الأضرار النفسية والصحية، تحديدا بين الأطفال منهم وكبار السن.
بالاستماع لكل القادمين للأردن الذي يرى به الفلسطينيون الرئة التي يتنفسون بها أنفاس الحياة الطبيعية بعيدا عن ظلم الاحتلال وانتهاكاته، تقف أمام حالة من انتهاك الانسانية بشكل كبير، نظرا لإصرار اسرائيل على وضع العقبات أمامهم، فيما يسعى الأردن ومنذ اللحظات الأولى لهذه المشكلة لمتابعتها سعيا للوصول إلى حلول عملية، وكما أكد الفراية خلال جولة تفقدية قام بها، فجر أمس إلى جسر الملك حسين إنه «ستكون هناك حلول آنية ومتوسطة وبعيدة المدى من شأنها أن تفضي إلى حل معظم المشاكل التي يعاني منها المسافرون خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الإنسانية واللوجستية» في ظل حرص أردني مؤكّد لحل هذه المشكلة وبالسرعة الممكنة، سيما وأن الاكتظاظ الحاصل في الجسر غير مسبوق.
وعلى الرغم من أن عنصر المفاجأة بات يغيب تماما من الانتهاكات الإسرائيلية، إلاّ أن ما قامت به مؤخرا في تعاملها مع المسافرين من خلال جسر الملك حسين فاجأ الفلسطينيين، ففيما يعمل الأردن على حل مشكلة الاكتظاظ التي يعاني منها المسافرون الفلسطينيون على جسر الملك حسين الناجمة عن عدم استجابة الجانب الإسرائيلي للتعامل مع الأعداد المتزايدة، قامت اسرائيل بتقليل أوقات الدوام لديهم وأعداد الموظفين، الأمر الذي ضاعف من تبعات مشكلة الاكتظاظ وآثارها على المسافرين الفلسطينيين، ودفع بالأردن للسعي على أرض الواقع لوضع خطة عملية لمعالجة هذه المشكلة وفق ما أعلن وزير الداخلية أمس، تتعلق في جانبها الآني بأنه سيكون وسائل جديدة لبيع التذاكر بأماكن محددة في العاصمة عمان وباقي المحافظات يعلن عنها سابقا بدلا من بيعها في المعبر وضمن الأعداد التي يستطيع الجانب الإسرائيلي استيعابها، وذلك بالاتفاق مع شركات النقل المعنية، الأمر الذي من شأنه أن ينظم حركة تواجد المسافرين ومنع الازدحام وتقديم الخدمات بشكل أسرع ونوعي، فيما سيتم بعد أسبوعين إطلاق منصة إلكترونية يستطيع من خلالها المسافر عبر جسر الملك حسين الحصول على التذكرة إلكترونيا دون اللجوء إلى أماكن البيع للتسهيل على المسافرين وذلك بالتشارك مع الأجهزة المعنية.
وبناء على هذه الإجراءات العملية أردنيّا، ستشهد حركة الجسر تنظيما أكثر، في ظل عدم وجود أي معلومات رسمية حول إمكانية الجانب الإسرائيلي زيادة ساعات العمل من طرفه لغاية الآن، مما يوجد ضرورة أردنية لحلّ المشكلة التي تتفاقم نتائجها للأسف يوميا، وتحتاج حلولا سريعة، وكعادة الأردن يقوم بهذا الدور الإنساني الهام، ليقابله التعنّت الاسرائيلي غير منتهي الاستمرارية!