زاد الاردن الاخباري -
أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء، مصرع أكثر من 500 شخص في اسبانيا جراء موجة الحر التي تضرب البلاد.
وقال سانشيز، خلال رحلة إلى أراغون، المنطقة الشمالية من البلاد المتضررة من الحرائق، إن موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو 10 أيام تسببت بمقتل "أكثر من 500 شخص".
وأضاف: "خلال موجة الحر توفي أكثر من 500 شخص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب بيانات"، في إشارة إلى تقديرات الوفيات الزائدة التي نشرها معهد الصحة العامة.
رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز
وتسببت الحرائق المستعرة في إسبانيا منذ يوم الأربعاء الماضي، في تدمير ما لا يقل عن 60 ألف هكتار من الغابات، بحسب ما نقلته شبكة "آر تي في إي" الحكومية عن السلطات في مختلف المناطق المتضررة.
وقال مدير هيئة الدفاع المدني، ليوناردو ماركوس، لمحطة "كادينا سير" الإذاعية: "إنه أسوأ حريق طارئ يندلع منذ بداية حفظ السجلات"، موضحا أن موجة الطقس الحار القوية الناتجة عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، من بين العوامل المساهمة في الحريق.
ويعد الوضع سيئا بشكل خاص في زامورا الواقعة بالقرب من الحدود مع البرتغال، وفي أفيلا، الواقعة شمال غرب مدريد. وقد تم نقل نحو 10 آلاف شخص من حوالي 50 قرية في هاتين المقاطعتين إلى بر الأمان، بعيدا عن النيران المستعرة هناك منذ الأحد الماضي.
وفي زامورا، لقي شخصان حتفهما وأصيب 15 آخرين على الأقل، بينما أتت النيران على 30 ألف هكتار من الغابات بالكامل.
جدير بالذكر أن النيران دمرت بالفعل أكثر من 100 ألف هكتار من الاراضي في إسبانيا منذ بداية العام، وهو ما يزيد بنحو 13 ألف هكتار من الاراضي التي دمرتها النيران في عام 2021 بأكمله، بحسب شبكة "آر تي في إي".
حرائق في أوروبا
ووضعت حرائق الغابات أوروبا على صفيح ساخن، حيث التهمت ألسنة النار مساحات شاسعة من الزراعات وأتت على بلدات ومنازل في العديد من دول القارة العجوز، في الوقت الذي يشهد فيه العالم مزيدا من موجات الحر وفترات جفاف تحطم الأرقام القياسية.
وتسبب الحر الشديد وحرائق الغابات في المزيد من الوفيات بالبرتغال، وأجلت السلطات في اليونان مئات الأشخاص في ساعة مبكرة اليوم الأربعاء فيما نُشر عناصر الإطفاء ومروحيات لمكافحة حريق غابات يجتاح لليوم الثاني إحدى الضواحي الجبلية شمال أثينا.
ودمرت الحرائق ما لا يقل عن 60 ألف هكتار من الغابات في إسبانيا خلال أسبوع، فيما تكافح فرنسا حرائق غابات هائلة.
وسجلت بريطانيا أعلى درجة حرارة على الإطلاق وتعمل على إحصاء خسائرها في اليوم الأكثر سخونة في تاريخها.
ويستعد جنوب وغرب ألمانيا وبلجيكا أيضا لتسجيل درجات حرارة يحتمل أن تكون قياسية مع توجه الموجة الحارة، التي يعزوها العلماء إلى تغير المناخ، شمالا وشرقا.
ويعمل الآلاف من رجال الإطفاء لمكافحة حرائق الغابات المستعرة في البرتغال وإسبانيا وجنوب غرب فرنسا، وقرب العاصمة اليونانية أثينا، في ظل ظروف صعبة نتيجة موجة والحر الشديدة والتي لا يبدو أنها ستتراجع قريبا.
الأمم المتحدة تحذر
ودعت الأمم المتحدة الثلاثاء القادة إلى أن "يعوا" المشكلة خلف موجات الحر مثل تلك التي تجتاح أوروبا حاليا، والتي قد تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ حتى العام 2060 على الأقل.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في مؤتمر صحافي في جنيف إن "موجات الحرّ هذه تصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ" وستزداد في العقود المقبلة.
وأضاف تالاس عن موجة الحرّ الحالية "آمل في أن يؤدي هذا النوع من الظروف المناخية إلى زيادة الوعي لدى الكثير من الحكومات".
وتسجل أوروبا الغربية درجات حرارة قياسية منذ بضعة أيام. وللمرة الأولى، تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في المملكة المتحدة بعد ظهر أمس الثلاثاء.
وفي اليوم السابق، سجلت حوالى 60 بلدة فرنسية تقع معظمها في غرب البلاد درجات حرارة قياسية، في منطقة شهدت حرائق هائلة.
من جانبه، قال روبرت ستيفانسكي، رئيس الخدمات المناخية التطبيقية في المنظمة "ما يقلقنا هو أن الفاصل الزمني بين هذه الأرقام القياسية يتقلّص" مشيرا إلى أن البرتغال اقتربت هذا الأسبوع من الرقم القياسي الأوروبي البالغ 48,8 درجة مئوية والذي سجّل العام الماضي في صقلية (إيطاليا).
وأضاف تالاس أنه نظرا إلى التركيزات الحالية لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، من المتوقع أن تستمر الزيادة في وتيرة موجات الحرّ "حتى العام 2060 على الأقل، بغض النظر عن نجاح التدابير المناخية".
كما حذّر من آثارها على الصحة مذكرا بالخسائر الفادحة التي تسببت بها موجة الحر عام 2003 التي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف شخص.
وقال "نتوقع زيادة في عدد الوفيات بين المسنين والمرضى" فيما أودت موجة الحر الراهنة بحياة العديد من الأشخاص في إسبانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.