زاد الاردن الاخباري -
نفت تركيا مسؤوليتها عن القصف الذي خلف ثمانية قتلى في محافظة دهوك بإقليم كردستان شمالي العراق، وألقت باللائمة في ذلك على متمردي حزب العمال الكردستاني، فيما أعلنت بغداد عزمها على تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي.
وقتل تسعة مدنيين بينهم نساء وأطفال الأربعاء، وأصيب 23 آخرون بجروح في قصف وطال منتجعاً سياحياً في زاخو بإقليم كردستان شمالي العراق. واتهمت بغداد الجيش التركي بالوقوف وراء الهجوم.
وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أوردته وكالة انباء الاناضول ان أنقرة "تلقت بحزن عميق" نبأ مقتل وإصابة مدنيين في الهجوم.
واعرب البيان عن تعازي الحكومة التركية "للحكومة والشعب العراقي الشقيق على رأسه أقرباء الضحايا، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى".
وقالت الوزارة في البيان ان "مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء ينفذها تنظيم "بي كي كي" الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)، ويستهدف من خلالها موقف أنقرة المحق والحازم في مكافحة الإرهاب".
وشددت على أن "تركيا جاهزة لاتخاذ كافة الخطوات فيما يخص إظهار الحقيقة"، داعية "السلطات العراقية إلى عدم الإدلاء بتصريحات تحت تأثير خطابات ودعاية التنظيم الإرهابي الغادر (بي كي كي) والتعاون للكشف عن الجناة الحقيقيين لهذه الحادثة المأساوية".
وأكد البيان أن أنقرة ضد أي هجوم يستهدف المدنيين، مشددة أن تركيا تكافح الإرهاب بشكل يتوافق مع القانون الدولي مع مراعاة عظمى لحياة المدنيين والبنية التحتية المدنية والصروح الثقافية والتاريخية وحماية الطبيعة.
ومنتصف نيسان/ابريل، أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، تنفيذ عملية جديدة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة “إرهابية”، ويخوض تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.
شكوى لمجلس الأمن
في الغضون، قرر العراق تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن اضافة الى استدعاء القائم بالأعمال في سفارته بتركيا وتعليق عملية تعيين سفير جديد لدى تركيا على خلفية الهجوم.
وقال بيان صدر عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء العراقي ترأسه مصطفى الكاظمي أن المجلس أدان "الاعتداء التركي الغاشم الذي استهدف المواطنين الأبرياء في أحد المنتجعات السياحية بمحافظة دهوك، وتسبب بسقوط عدد من الشهداء والجرحى".
وأضاف ان هذه الحادثة تؤكد "تجاهل الجانب التركي للمطالبات العراقية المستمرة بوقف الانتهاكات ضد سيادة العراق وأمن مواطنيه، واحترام مبدأ حسن الجوار".
واشار البيان الى ان المجلس وجه "وزارة الخارجية بإعداد ملف متكامل بالاعتداءات التركية المتكررة على السيادة العراقية وأمن العراقيين، وتقديم شكوى عاجلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة".
وتابع انه "طلب من وزارة الخارجية استدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه الإدانة، واستقدام القائم بالأعمال العراقي من أنقرة؛ لغرض المشاورة، وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا".
وقال البيان ان مجلس الوزراء طلب من "قيادة العمليات المشتركة تقديم تقرير بشأن الحالة على الحدود العراقية التركية، واتخاذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن النفس، والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان بشأن أخذ إجراءات حاسمة لمنع الانتهاكات".
ودعا تركيا إلى "تقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية".
وشدد مجلس الوزراء العراقي في البيان على "رفضه أن تكون أرض العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وأن تكون ساحة لتصفية الحسابات، ورفضه بشدة تواجد أي تنظيم إرهابي أو جماعة مسلحة على أراضيه".
مساء، تظاهر العشرات أمام مركز لمنح تأشيرات الدخول لتركيا في مدينة كربلاء في وسط البلاد، وأحرقوا العلم التركي. كما تظاهر العشرات أيضاً في وسط مدينة الناصرية في الجنوب.
حق الرد
وكان رئيس الوزراء العراقي ندد في وقت سابق بارتكاب “القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك”.
وقال الكاظمي في تغريدة أن “العراق يحتفظ بحقّه الكامل بالرد على هذه الاعتداءات وسيقوم بكل الاجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر”.
وأعرب رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح من جهته عن استنكاره لـ”القصف التركي الذي طال دهوك وأسفر عن استشهاد واصابة عدد من أبنائنا”، معتبراً أنه “يُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي”.
وأضاف أن تكرار مثل هذا القصف “غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الاعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار”.
بدوره، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى إلغاء الاتفاقية الأمنية بين العراق وتركيا وإغلاق المطارات والمعابر البرية بين البلدين.
وقال في تغريدة على تويتر “تركيا زادت من وقاحتها ظنا منها أن العراق لا يستطيع الرد إلا بإدانة هزيلة من وزارة الخارجية مع الأسف”.ودعا إلى “خفض التمثيل الدبلوماسي مع تركيا وغلق المطارات والمعابر البرية بين العراق وتركيا”.
وطالب “بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع تركيا، ما لم تتعهد بعدم قصف الأراضي العراقية إلا بعد إخبار الحكومة والاستعانة بها إذا كانت هناك تهديدات قرب حدودها، فالتعدي على محافظات الشمال والإقليم من الداخل والخارج ما عاد يحتمل”.
وعلى صعيدها ايضا، دانت حكومة إقليم كردستان أيضاً “بأشد العبارات، قصف مصيف برخ.. من قبل القوات التركية”.
وطالبت حكومة الإقليم في بيان بـ”إبعاد إقليم كردستان والنأي به عن المشاكل والنزاعات الإقليمية التي يكون ضحيتها المواطنون الأبرياء”.
عاجل || بالفديو
— بنت البصرة (@zynb68276831) July 20, 2022
حرق العلم التركي تحت مجسر ثورة العشرين بمحافظة النجف الاشرف ردا على القصف الارهابي التركي على مدينة دهوك .#طرد_السفير_التركي #اغلقوا_سفارة_القتله#والله_لن_نبقيهم pic.twitter.com/OaZlChm5EG
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) July 20, 2022