أود أن أعيد هنا، بسط تجربتي السهلة البسيطة، في التخلص من وباء التدخين الذي تخطيت شروره ومضاره، بيسر وبساطة.
كنت أمشي في كل صباح لفَّةً كاملة طولها 5 كيلومترات في غابة الهلتون القريبة من منزلي في الرباط، التي تتميز بمساحتها الفسيحة، وبأشجارها الباسقة، وبزهورها المتنوعة، وذلك طيلة مدة خدمتي سفيرا في المغرب، التي استمرت من آب 1998 إلى تشرين الأول 2003.
حل اليوم الموعود، خرجت من غابة الهلتون، مشيا إلى المنزل، وأنا غارق في العرق والنشوة، و لمّا حاولت أن آخذ نفساً عميقاً، كما افعل بعد أن أُنْهي المشي الصباحي، تعثر النَّفَسُ و»دَقَر» ولم يخرج متواصلاً سلساً، كما في كل مرة، جاء مثل «جعرة القير» عندما لا يتحرك بانسجام.
قلت لنفسي: نَفَسي يتعثر الآن، فكيف يكون بعد مرور عشر سنوات من التدخين؟! وقلت لنفسي: هل يجب أن تنتظر الجلطة يا محمد حتى تقلع عن التدخين؟!
وصلت إلى المنزل واتخذت أسرع وأبسط قرار في حياتي، طلّقت التدخين.
كان ذلك في حزيران 2002، أي قبل 20 عاما، بعد تدخين ثلاثين سنة.
تركت التدخين ببساطة متناهية، لم أتوقعها أبدا، تركت عادة التدخين المدمرة، بلا أية آلام !
من الطبيعي أن يتهمني البعض بالحكمة المتأخرة أو بالإشارة إلى أنهم سيتوقفون عن التدخين بعد أن يدخنوا 30 سنة كما فعلت !
حسنا، إن «جهلي» 30 سنة لا يوفر مبررا للأصدقاء، لتكرار الجهل الذي وقعت فيه، كي لا أقول الخطيئة التي ارتكبتها بحق نفسي وبحق الآخرين.
في تقديري المعتمِد على تجربتي المباشرة، ان ترك التدخين هو قرار أبسط من أكثر القرارات التي نتخذها، لأن وضوح منسوب الضرر الناجم عن الاستمرار فيه، مُجْمعٌ عليه، وهو ضرر واضح جليٌ لا مراء فيه.
لا تخطط لترك التدخين يا صديقي، لا تنتظر شهر رمضان الكريم لتستعين به على التدخين. عادة التدخين ليست «كِتْبة» ابدية علينا.
إن ترك التدخين أسهل من شلح الجرابات.
ترك التدخين يجب أن يتم الآن.