زاد الاردن الاخباري -
كتب المحامي محمد الصبيحي : في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن برنامج طموح لتحديث القطاع العام، يرسل صديق رسالة هاتفية إلى أصدقائه مهنئا بالعام الهجري الجديد (( أهنئكم بالعام الهجري الجديد متمنيا لكم الحصول على تأشيرة هجرة عاجلة)).
لست متفائلا ببرنامج تحديث القطاع العام الذي أعلنته الحكومة عبر مؤتمر صحفي وزاري، ولكنني لست متشائما أيضا فمن السابق لاوانه التشاؤم قبل الاطلاع ودراسة التفاصيل وخطة المتابعة والتنفيذ.
إن تفاءلت وصفقت للسادة الوزراء سيقال ( سحيج) وان تشاءمت سيقال أنني لا أرى النصف الممتلئ من الكوب.
انا لا متفاءل ولا متشائم، فقط أقف على رصيف الأمان ( مترقب).
أمامي في الجهة الثانية من الشارع مبنى جديد ولافته كبيرة تقول ( ترقبوا افتتاح مخابز.......) وهذا عند كل مشروع تجاري يطلقون عبارة ( ترقبوا....)، بدل (قريبا).
الترقب يعني الانتظار بلهفة وشوق أو الانتظار بحذر.
أنا اترقب تنفيذ الحكومة لبرنامج التحديث بحذر وليس بتلهف،، بل بحذر شديد فقد أعتدنا على موت الخطط ودفن البرامج بمجرد رحيل الحكومة، وكانت تهنئة الحكومة الجديدة دائما بمثابة تعزية ببرامج الحكومة الراحلة.
وفي كل الأحوال فإن خطة تحديث تمتد لعشر سنوات ستكون خطة واقعية إزاء قطاع عام مثقل بالقوى البشرية الزائدة وغير المؤهلة.
هناك معضلات تغفل عنها الحكومات ونراها تتفاقم يوما بعد يوم وسيكون لها عرقلة لخطط التحديث وتحتاج إلى معالجة عاجلة اذكر منها معضلة تتفاقم وهي فوضى السير وانهيار قانون السير وكم الشتائم المتبادلة بين السائقين في الشوارع.
ومعضلة أخرى تكدست أحكام المحاكم فيها حتى بات صعبا تنفيذها وهي وباء مخالفات أحكام التنظيم في عمان والمدن الأخرى، ومعضلة ثالثة في وزارة العدل وهي تكرار تعطل النظام الإلكتروني للمحاكم وشلل المحاكمات إلى أن يعود النظام للعمل، وهذا مؤشر إلى خطورة التسرع في برامج الحكومة الرقمية.
الآن بدأ التحديث،، وجدته الحكومة أخيرا فأين كان متواريا عن الحكومات السابقة،، ولماذا لا تبادر الحكومات الا بعد أن تأتي المبادرة والتوجيه من جلالة الملك.
سألغي طلب تأشيرة الهجرة الذي تقدمت به إلى حكومة اليمن وسأبقى في بلدي فعد يا قتيبة لقد انطلق قطار التحديث ( السريع) وإن شاء الله لن يكون مثل الباص السريع.