زاد الاردن الاخباري -
بث التلفزيون الرسمي في الصين الاثنين، مشاهد اطلاق مجموعة صواريخ، احدها فرط صوتي، في استعراض للقوة يتزامن مع تصاعد التوتر بينها وواشنطن على خلفية زيارة رئيس مجلس النواب الاميركية نانسي بيلوسي لتايوان
وكانت بكين قد تبنت أخيرا لهجة حادة وتهديدية على خلفية الزيارة قائلة إن جيشها "لن يقف مكتوف الأيدي" إذا حصلت.
وتصر الصين على أن زيارة بيلوسي إلى تايوان ستكون انتهاكا صارخا لسياسة "الصين الواحدة" التي تحكم وضع الإقليم، وإشارة إلى الدعم الأمريكي لاستقلال تايوان.
وتظهر اللقطات التي بثها التلفزيون عشية الذكرى الـ95 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، مجموعة متنوعة من الصواريخ الأرضية والصواريخ التي تطلق من السفن والطائرات، لكن إطلاق صاروخ من منصة إطلاق متحركة تقع على طريق صحراوي سريع، جذب أكبر قدر من الاهتمام من قبل الخبراء العسكريين.
ويبدو أن اللقطات تعرض صاروخ "دي اف- 17" فرط الصوتي، الذي عرضته الصين لأول مرة في عرض عسكري في 1 أكتوبر 2019 في بكين.
ووفقا للخبراء، إذا كان الصاروخ المعروض في الفيديو هو بالفعل فهذا يعني أنه لأول مرة أصدرت الصين لقطات لإطلاق نار مباشر باستخدامه.
وأجرى الجيش الصيني "مناورات بالذخيرة الحية" بالقرب من جزر بينجتان قبالة مقاطعة فوجيا، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا الرسمية، السبت. وحذرت إدارة السلامة البحرية السفن من أجل تجنب المنطقة.
"تأثير سياسي فظيع"
وجاء استعراض القدرات العسكرية الصينية على خلفية زيارة نانسي بيلوسي المحتملة الى تايوان، والتي تحتج عليها بكين بشدة وتهدد باتخاذ إجراءات فعالة لحماية سيادتها ووحدة أراضيها.
وجاءت الرسالة الصريحة وسط تقارير تفيد بأن رئيسة مجلس النواب الأميريكي، التي بدأت جولتها في آسيا في عطلة نهاية الأسبوع، ربما تصل إلى تايبيه، الثلاثاء، بالتزامن مع احتفال الجيش الصيني بذكرى تأسيسه.
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إنه بسبب وضع بيلوسي "المسؤول الثالث للحكومة الأميركية"، فإن زيارة تايوان، التي تدعي الصين أنها مقاطعة خاصة بها، "ستؤدي إلى تأثير سياسي فظيع"، بحسب ما أوردت صحيفة "غارديان".
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، على موقفه خلال مكالمة متوترة مع جو بايدن إذ نقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله "أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها".
ويعتقد محللون أن شي يرغب في إظهار موقف قوي لأي إشارة على تحرك الولايات المتحدة لدعم استقلال تايوان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يسعى إلى فترة ولاية ثالثة مختلفة المعايير في هذا الخريف.
وزيارة تايوان ضمن جولة بيلوسي لم يتم إدراجها بعد في جدولها العام. وإذا مضت قدما في الزيارة، فستكون الزيارة الأولى لرئيس مجلس النواب الأميركي منذ 25 عامًا، وتحديدا منذ 1997، حين زار المتحدث آنذاك، نيوت غينغريتش، واحتجت بكين على الرحلة وقتها، لكنها في النهاية ابتلعت غضبها.
ورسميًا، ستزور بيلوسي سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان خلال جولتها، لكن مايكل ماكول، العضو الجمهوري عن ولاية تكساس والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والديمقراطية آنا إيشو، قالا لوسائل إعلام أميركية الأسبوع الماضي إن بيلوسي دعتهما إلى زيارة تايوان. وكلاهما رفض بسبب تعارض في المواعيد.
وفي تايوان ، انتشرت التكهنات بشأن زيارة بيلوسي المحتملة، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنها ستصل تايبيه يوم الثلاثاء، فيما لم تعلق حكومة تايوان على التقارير.
أوروبا تستعد
وفي سياق متصل، قالت مجلة "بوليتيكو" نقلا عن مصادر غربية، أن الدول الأوروبية تستعد لتداعيات التصعيد الخطير بين الولايات المتحدة والصين، في ظل الحرب الكلامية المستعرة بينهما.
ونقلت المجلة عن مصدر قوله، إن "الحرب الكلامية المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان يمكن أن تتصاعد بسهولة ويتم مراقبتها عن كثب في العواصم الأوروبية".
وأوضحت أن المحللين يحثون قادة الاتحاد الأوروبي على الانتباه والاستعداد للمتاعب المقبلة.
واقترحت بريطانيا تسليح تايوان، محذرة من أن الغرب يجب ألا يرتكب الأخطاء نفسها في الفشل في الدفاع عن التايوانيين كما فعل في أوكرانيا، فيما وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أخيرا "الثقة بالنفس وقبل كل شيء المظهر القوي للصين" فيما يتعلق بتايوان بأنه "تحد عالمي".
وقالت المجلة: "لكن في العلن، كانت معظم العواصم الأوروبية الأخرى أكثر حذرا في تعليقاتها.. وعندما سُئلت وزارة الخارجية الفرنسية وجهاز السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن الرد العسكري الصيني المهدد على زيارة بيلوسي، لم تعلق".
وقال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن الصمت في هذه المرحلة أمر متوقع، نظرا لأن تايوان تعتبر في الأساس مصلحة أمريكية، لكن "رد الفعل سيكون مختلفا إذا أصبحت الكلمات أفعالا".
وردا على سؤال عما إذا كانت التوترات مصدر قلق لحلف الناتو قال دبلوماسي أوروبي كبير: "ليس بعد، لكن يمكن أن يتصاعد بسهولة"، مشيرا إلى أن أسوأ الحالات ستشهد تحويل الاهتمام الأمريكي بعيدا عن أوكرانيا إلى التوترات مع الصين بشأن تايوان.