كنا نتداول كلمة الخرابيش عندما يطيب لنا الاستدلال على المساواة بين طبقات الشعب المختلفة كما جاءت على لسان شاعر الأردن عرار إذا يقول :
بين الخرابيش لا عبد ولا أمة ولا أرقاء في أزياء أحرار.
و من المعروف كذلك أن الخرابيش تطلق على بيوت من (الخيش) تعيش بها فئة معينة من الناس، وهم بخلاف البدو الذين يسكنون بيوت الشعر.
لهذا نستغرب انه يوجد من الأردنيين من ما زال يعيش بالخرابيش، في حين أن أبناء الخرابيش الحقيقيين قد استقروا ببيوت دائمة و لم نعد نراهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى فوق ظهور حميرهم.
لقد جاء في برنامج على التلفزيون الأردني أن هناك شريحة لا بأس بها من الأردنيين من ما زال يسكن هذه الخرابيش و في حالة لا تسر الخاطر كما جاء بتحقيق لأحد الصحفيين؛ وعند سؤال مدير التنمية الاجتماعية أفاد بأنهم ميسوروا الحال و لا تنطبق عليهم شروط المساعدة المادية لأنهم أصحاب ثروة حيوانية.
لم نكن نسمع بهذه الفئة من قبل أن تصعقنا الأخبار بهجوم الوحوش الكاسرة على هذه الفئة لتلتهم أطفالها. لقد سمعنا عن التهام إحدى الطفلات البريئات عندما هاجم هذا الوحش الخرابيش و هروب الناس خوفا منه، وقد تكرر هذا الهجوم وراحت ضحيته فتاة في السادسة من عمرها.
يجب الانتباه إلى هذه الفئة من الأردنيين؛ فإذا كانوا لا يستحقون المعونة لأنهم أصحاب ثروة حيوانية كما أفاد مدير التنمية الاجتماعية إلا أنهم قطعا يستحقون الحماية كأردنيين، فلا يجوز تركهم عرضة للوحوش الكاسرة. وتتم هذه الحماية بعدة طرق :
أولا: تقوم قوات الأمن أو البادية أو أي قوة من الأمن العام بتطهير المناطق المحيطة بهذه المناطق و لا تكتفي بالإعلان عن قتل الضبع لاحقا.
ثانيا: ربما يكون من المفيد تسليح هذه الفئة وتدريبهم على كيفية اصطياد مثل هذا النوع من الوحوش.
ثالثا: إذا أخذنا برواية المسؤولين بأن هذه الفئة هي من الفئات التي تتنقل من مكان إلى آخر طلباً للمرعى والماء لرعاية حيواناتهم إلا أن هذه لا تمنع من بناء وحدات سكنية لهم ليسكنوا بها على شكل مخيمات (على غرار مخيمات الشباب) مخدومة ببنية تحتية من ماء ووحدات صحية وحماية أمنية لهم؛ فهؤلاء يتنقلون بأماكن معروفة لهم و لهذا يسهل خدمتهم بمثل هذه المخيمات.
إن حياة الأردني هي أغلى ما يملك الأردنيون فيجب المحافظة عليها ولا نريد أن نسمع عن أرواح أبرياء تزهق بأنياب وحوش كاسرة.
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com