زاد الاردن الاخباري -
دوت صفارات الإنذار، ليل الأحد، في مناطق في جنوب إسرائيل قريبة من قطاع غزة بعيد دخول اتفاق هدنة تم التوصل إليه مع حركة الجهاد الإسلامي حيّز التنفيذ، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وجاء في بيان مقتضب للجيش الإسرائيلي أن "صفارات الإنذار دوّت في المنطقة المجاورة لقطاع غزة"، وذلك بعيد إعلانه شن ضربات في القطاع الفلسطيني في حين كان يفترض أن تكون الهدنة قد دخلت حيّز التنفيذ الساعة 20,30 بتوقيت غرينتش.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه شن ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزة بعيد سريان الهدنة.
وقال إنه "ردا على صواريخ أطلقت على الأراضي الإسرائيلية، يشن الجيش حاليا ضربات على عدد كبير من الأهداف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الإرهابية في قطاع غزة".
واتفقت حركة الجهاد الإسلامي مع إسرائيل، الأحد، على هدنة في غزة بوساطة مصرية لوضع حد لثلاثة أيام من العنف الذي أسفر عن مقتل 43 فلسطينيا.
وتثير الهدنة التي أكدت جميع الأطراف المعنية موعد بدء سريانها الأمل في وضع حد لمواجهات هي الأشد منذ حرب مايو 2011 التي استمرت 11 يوما ودمرت القطاع الساحلي الفقير.
وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي في بيان صحافي "قبل قليل تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري".
بينما شكرت إسرائيل مصر على "جهودها" التي سمحت بالتوصل إلى الهدنة وقالت إنه في حال "خرق وقف إطلاق النار فستحتفظ دولة إسرائيل بحق الرد بقوة".
وفي وقت سابق، الأحد، قال مصدر أمني مصري في القاهرة "وافق الجانب الإسرائيلي" على هدنة.
منذ الجمعة نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة الجهاد الإسلامي التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.
ودوت صفارات الإنذار قبل ساعات من بدء سريان الهدنة المرتقبة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء الأحد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 43 بينهم 15 طفلا، وأكثر من 300 جريح في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وأصيب ثلاثة إسرائيليين بشظايا في نفس الفترة بينما أصيب 31 شخصا بجروح طفيفة، بحسب ما أفادت أجهزة الطوارئ الأحد.
وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن الاتفاق "يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة".
واعتقلت اسرائيل مؤخرا السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، بينما يخضع العواودة رهن الاعتقال الإسرائيلي أيضا.
سويت مبان بالأرض في غزة، فيما اضطر إسرائيليون للاحتماء في ملاجئ خوفا من رشقات الصواريخ.
وقالت نور أبو سلطان التي تقيم غرب غزة إنها "تنتظر الهدنة بفارغ الصبر".
وأضافت السيدة البالغة 29 عاما "لم ننم منذ أيام بسبب الحر والقصف والصواريخ، فيما أصوات الطائرات تحوم فوقنا مروعة".
وقالت داليا هاريل، المقيمة في بلدة سديروت الإسرائيلية قرب الحدود مع غزة إنها تشعر "بالخيبة" إزاء الأنباء عن هدنة رغم أن أطفالها الخمسة "في حالة رعب".
وقالت "تعبنا من شن عملية عسكرية كل عام" مضيفة "نريد من قادتنا العسكريين والسياسيين أن ينهوا الأمر ... لسنا من دعاة الحرب لكن لا نستطيع الاستمرار على هذا النحو".
وشاهد مصور وكالة فرانس برس اعتراض صاروخين في وسط تل أبيب مساء الأحد.
وأطلقت الجهاد الإسلامي في وقت سابق الأحد صاروخين باتجاه القدس اعترضهما الجيش الإسرائيلي.
وفي 2019، أدى مقتل أحد قادة الجهاد الإسلامي في عملية إسرائيلية إلى تبادل لعمليات القصف لأيام. ولم تشارك حماس التي تواجهت مع إسرائيل في أربع حروب منذ توليها السلطة في 2007 في تلك العمليات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه "تم تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة".
وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، في وقت سابق، الأحد، إن الجرحى "يصلون كل دقيقة" إلى المرفق الصحي، و"الوضع سيء للغاية" محذرا من نقص خطير في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من مئة موقع للجهاد الإسلامي فيما أطلقت الحركة أكثر من 600 صاروخ وقذيفة هاون، لكن أكثر من مئة من تلك المقذوفات سقطت داخل غزة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن لديه أدلة "دامغة" على أن صاروخا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي تسبب بمقتل عدد من الأطفال في جباليا في شمال غزة السبت.
وقال محمد أبو سعدة في معرض حديثه عن الدمار في جباليا "هرعنا إلى المكان ووجدنا أشلاء على الأرض.. كان هناك أطفال تحوّلوا إلى أشلاء".
وعلى وقع التوتر أحيا مئات الإسرائيليين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة عطلة يهودية في باحة الأقصى.
وقتل الجيش الإسرائيلي قياديين في الحركة في قطاع غزة من بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوب القطاع.