جاء في الاخبار : ان شركات سياحة فلسطينية تروج لمطار رامون .
و تقول الشركات في ترويجها المستهدف مسافرين فلسطنيين قادمين ومغادرين من الاراضي المحتلة عوضا عن استخدام المعابر الحدودية الاردنية .
مطار رامون، متوقف عن التشغيل، وتم تشييده قبل حوالي عشرة اعوام، وخلال العام الماضي استقبل طائرة او طائرتين على اكثر تقدير .
و من الايام الماضية التي شهدت تضييقا اسرائيليا على جسر الملك الحسين، وحركة عبور المسافرين الى الاردن قدوما وذهابا ، فقد كشفت عن نوايا اسرائيلية سيئة نحو اعادة تشغيل المطار على حساب حركة المعابر الحدودية الاردنية .
و بحسب وسائل اعلام اسرائيلية فان سلطات الاحتلال ماضية نحو تشغيل المطار، وتسيير اولى الرحلات، وتقديم خدمات نقل جوي للمسافرين الفلسطينيين .
زيادة الضغط على جسر الملك الحسين، والتضييق على المسافرين وتعقيد الاجراءات، بلا شك فانه سوف يدفعهم الى اللجوء نحو خيار مطار
رامون .
تعقيدات حركة السفر على الفلسطينيين يقف وراءها نوايا اسرائيلية سيئة .. فمن عقيدة المشروع الاسرائيلي التوطيني لو ان اي فلسطيني غادر الاراضي المحتلة لا يعود اليها، وهذا تهجير دافئ وناعم، وتهجير لربما اسهم بهجرة ناعمة لمئات الاف من الفلسطينيين، وعدا عن مهجري الحروب والنكبات من 48 /67 .
الاردن تحت ضغطين .. ولربما ان الحكومة تحاول تحمل المسؤوليات والتخفيف من معاناة المسافرين وتقديم تسهيلات، ولكن التضييق والتشدد الاسرائيلي افضى الى تبعات عويصة وحالة تعطل وشلل اصاب جسر الملك الحسين وحركة المسافرين .
الحكومة الاسرائيلية في ردها على الرفض الفلسطيني لتشغيل مطار رامون طالبت السلطة الوطنية بسحب شكواها من الجنائية الدولية، وعبر سجالات سياسية واعلامية استعملت اسرائيل تشغيل المطار ورقة للضغط على السلطة الوطنية .
لربما المتضرر الاكبر من تشغيل المطار ليس السلطة الوطنية، فرام الله لا تملك مطارا ولا مهبط طائرة هليكوبتر، واوسلو وترسيماتها وتقسيماتها من المستحيل ان تفضي الى بناء مطار فلسطيني .
الخاسر هو الاردن، والخطوة الاسرائيلية بالتضييق على حركة الجسر وفتح مطار رامون استفزازية وابتزازية، والخطوة اياها تندرج ضمن سياسة اسرائيل الجديدة في التراجع عن التزاماتها وخرق اتفاقيات السلام، وعدم احترام المواثيق والعهود الدولية، والتكشير عن انيابها الاستيطانية والاستعمارية التوسعية.
و خسارة الاردن لا تنحصر اقتصاديا وسياحيا، وبقدر ما يشكل المطار تهديدا للامن الوطني الاردني، وتهديدا للامن الجوي الاردني، وتهديدا لمصير مطار الملكة علياء الدولي .
اسرائيل في حساباتها الاستراتجية الجديدة تفرض واقع حال قسري وبالقوة على الارض . وفي الجنوب ايضا، فان مطار ايلات الجديد يعتدي على العقبة ومطارها، ويشكل ضربة خطيرة للاقتصاد الاردني .
الاردن في كلا الحالتين مطاري : رامون وايلات الجديد هدد باللجوء الى القانون الدولي، ولكن التهديد لم يتطور الى شكوى رسمية تقدم الاردن لمنظمة الطيران المدني العالمية .
السلطة الوطنية الفلسطينية استنكرت ورفضت قرار تشغيل مطار رامون، ولم توجه الدعوة الى مواطنيها بعدم استعمال المطار وحذرت الشركات السياحية من الترويج للمطار .
بين يدي الاردن اوراق كثيرة ضاغطة لمواجهة قرار تشغيل مطار رامون، وبدءا من التقدم بشكوى لدى منظمة الطيران المدني، ومنع اي فلسطيني او اردني من استعمال المطار تحت طائلة العقاب وسحب جواز السفر الاردني والرقم الوطني .