ذات يوم حلمتُ أن أصبح نائباً في البرلمان.. وتشجعتُ وشجعني الكثيرون لقراري وباركوا حلمي..وعند لحظة الحقيقة..اختفى الكثيرون الذين باركوا القرار والذين ناموا بجانبي وحلموا معي نفس الحلم..وقررت بعدها الدعس على حُلمي لأنه (ما فيش مصاري) تعمل للناس (كاسة) شاي مش تكاليف حملة انتخابية..!
بعدها انتقلت إلى حلم آخر..لا يوجد به تكاليف حملة انتخابية..أن أصبح وزيراً..لأن كل الذين صاروا وزراء مش أحسن مني..وانتظرتُ وانتظرتُ..لم يتصل أحد..وللحقيقة أكثر أنا لم أنتظر كثيراً..
بعدها حلمتُ بأن أصبح موظفاً كبيراً..ما خلّيت واسطة إلا وحطّيتها..لأنهم قالوا لي : البلد ماشية بالواسطات..ما أكذبهم..البلد مش ماشية بالواسطات..والدليل أنا..كل الواسطات عجزت عن أن تجعلني موظفاً براتب محترم..مع إنهم حكولي (.......) وفشل الحلم أيضاً لأنه (ما فيش معي مصاري)..!!
قررتُ بعدها أن أحلم بمشروع خاص يكبر وأكبر معه..وللأمانة الكل شجعني وفي بلادنا التشجيع والنفاق أمران بالمجان وليس عليهما ضرائب..احترتُ في خمسة مشاريع؛ هذا؛ لا هذا..بل هذا..وهكذا..ولم أنتبه أن المشروع بحاجة إلى مصاري كي يجيب مصاري..فالمصاري بحاجة لمصاري..ففشل المشروع قبل أن يبدأ لأنه (ما فيش معي مصاري)..
وتنطنطنت بين حلم وحلم..كلها لا تتحقق إلا بالمصاري والمصاري اللي مثل الرز..حتى وصلتُ إلى الحلم الأخير: أن أصبح بني آدم أو إنساناً..ولغاية هذه اللحظة ما زلتُ أقاتل دون هذا الحلم..ولم أتنازل عنه..رغم أنه بحاجة لمصاري ومصاري كثير؛ ولكنني ما زلتُ واقفاً أحمل جمري معي..! ..