زاد الاردن الاخباري -
تمتنع السلطات الأردنية المختصّة بسلطة الطيران وحتى في الجانب السياسي عن إصدار أي تعليق له علاقة بقرار إسرائيل المتٍخذ أمس الأول ولأوّل مرّة بالسّماح للفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية السفر إلى تركيا أولا ولاحقا الى غيرها عبر مطار رامون في إيلات المحتلة الذي يلاصق ويجاور مطار الملك الحسين في مدينة العقبة.
ثمّة أسطر مخفيّة تُثير نقاشا صاخبا وخلافا بين الأردن والسلطة لأوّل مرّة حيث أنباء عن اعتراض السفارة الأردنية في رام الله على صمت السلطة إزاء الإجراء الإسرائيلي الذي يؤثر سلبا على عوائد وحركة السياحة والنقل والطيران في مطارات عمان خصوصا وأن آلاف المواطنين الفلسطينيين وفي كل المواسم يستخدمون مطارات عمان حصرا في السفر إلى الخارج وتحديدا إلى تركيا.
اعترضت على الإجراء الاسرائيلي جمعية تمثل مكاتب وكلاء السياحة الاردنية وتحدّث مستثمرون محليون في عمان عن خسائر بالملايين لهم في وقت صعب وحسّاس إذا لم تتدخل حكومتهم وتحول دون تطبيق الإجراء الإسرائيلي الجديد فيما سأل وزراء أردنيون نظرائهم في السلطة الفلسطينية بصفة غير رسمية عما إذا كانت السلطة نفسها وافقت .
بالخصوص قالت تقارير صادرة عن الطاقم الأردني في سفارة المملكة في رام الله بأن مكاتب سياحة فلسطينية تعلن منذ 3 أسابيع عن برامج خاصة لتسهيل اجراءات السفر ابناء الضفة الغربية عبر مطار رامون الإسرائيلي وبالحد الأدنى من الترتيبات الأمنية.
وكان جيش الاحتلال ومكتب المنسق العام فيه تحديدا قد أعلنا الموافقة على تسيير رحلتين على الأقل من مطار رامون أسبوعيا إلى إسطنبول وأنتاليا.
الإجراء تعترض عليه سلطة الطيران المدني الأردنية وجمعية وكلاء مكاتب السياحة.
لكن الاعتراض لا قيمة له اطلاقا إذا لم تتبنّاه السلطة الفلسطينية التي يبدو أنها وافقت على السماح بسفر أبناء الضفة الغربية إلى تركيا وغيرها وعبر مطار رامون ولأوّل مرّة تماما.
ما أبلغته الجهات المختصة في السلطة لعمان حتى الآن هو أنها لم توافق خطيا على ذلك، لكن في الحقيقة كانت السلطة ترفض هذا المقترح قبل الموافقة عليه تحت ذريعة غامضة.
وفي الحقيقة تعلن مكاتب سياحة فلسطينية منذ 3 اسابيع عن حزمة برامج السفر والسياحة في تركيا عبر مطار رامون دون أن تعترض السلطات التابعة لرام الله حيث يوجد ادارة مختصة بالنقل ومكتب يمنح تراخيص لوكلاء ومكاتب السياحة.
لكن الجانب الإسرائيلي وخلف الكواليس نفسها يبلغ الأردن بخُبث بأن هدف الاجراء في موسم الصيف السياحي تسهيل إجراءات السفر للفلسطينيين وتخفيف الإزدحام على الجسور والمعابر بعدما تسبب هذا الإزدحام مؤخرا بإشكالات تطلّبت تدخّل السفارة الأمريكية في عمان والمغرب في مشهد له دلالات سياسية وقد يؤدي إلى خلط أوراق ملف الجسور والمعابر ولأغراض سياسية أيضا.
إجراء السفر عبر مطار رامون إلى تركيا يُؤذي القطاع السياحي الأردني ويُثير نقاش خلافيا مع السلطة الفلسطينية وجهات مختصة في الطيران الأردني أكّدت مرّةً أخرى بأن الجانب الفلسطيني يتهرّب لأسباب غامضة منذ عامين من توقيع مذكرات تفاهم وبروتوكولات لها علاقة ببرامج السفر للفلسطينيين إلى تركيا أو غيرها وبمكاتب السياحة