زاد الاردن الاخباري -
الكاتب : محمد خليل الشريف - بعد رحيل المنظمات الفدائيه من الأردن نتيجة أحداث ايلول الأسود المؤسفه عام ١٩٧٠ إتجهت المنظمات وفي طليعتها منظمة فتح بقيادة ياسر عرفات الى لبنان حيث حطت رحالها في بيروت وباقي المدن اللبنانيه إلا أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كان لها نصيب الأسد من كوادر هذه المنظمات حيث فتحت المخيمات أبوابها للضيوف المهجرين من هجرة إلى أخرى لأنهم حاملين راية الثوار والأمل في التحرير والعوده وكان من بين هذه المخيمات مخيم تل الزعتر الواقع شمال شرق بيروت العاصمه والذي كان قد تأسس عام ١٩٤٩ أعقاب نكبة فلسطين وعار العرب ١٩٤٨ وعلى مساحة من الأرض لاتتجاوز كيلومتر مربع واحد ولم يكن يعلم سكان هذا المخيم من اللاجئين المشردين رغم صعوبة الحياة التي يعيشوها أنهم باستضافتهم لأخوانهم اللاجئين اللاجئين انهم سيواجهون الأعدام الجماعي بسبب الخلافات التي بدأت تحدث بين الضيف الجديد بما يملك من أسلحة وايدولوجيه ثوريه وبين الميليشيات المارونية اللبنانيه على انها صاحبة الحق في كل ماتفعل كونها صاحبة البلاد ومع تكرار الأشتباكات استطاعت المليشيات اليمينيه وعلى رأسها حزب الكتائب ان تبني تحالفا قويا مع الجيش السوري الذي كان يعتبر نفسه حسب نظرية رئيسه حافظ الأسد بأنه حامى حمى لبنان وممسك بجميع خيوط التنظيمات والمليشيات اللبنانيه ولم يكن حافظ الأسد أن يقبل أن يكون على ارض لبنان من يشق عليه عصا الطاعه ومن لايأتمر بأمره وكذلك كان ايضا ياسر عرفات يعتبر نفسه صاحب القرار الخاص بالتنظيمات الفدائيه وعملها وربما يتخطى الأمر أحيانا المخيمات الفلسطينيه وتواجد كوادر التنظيمات الى لبنان وخاصة أنه زعيم اكبر تنظيم فدائي مسلح وهو تنظيم فتح بالأضافه الى أنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينيه مما اعطاه الحق بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني والهيمنة على كل التنظيمات الفدائية الفلسطينيه وان حدثت بعض الخلافات أحيانا مع قادتها .
ازداد التوتر والخلاف بين المنظمات الفدائيه الفلسطينيه وخاصة منظمة فتح وبين الميليشيات المسيحيه وخاصة حزب الكتائب مع بداية عام ١٩٧٦ لتبدأ الأشتباكات بين الطرفين من وقت الى ٱخر حتى تحول الصراع ليأخذ الطابع الديني بين مسلم ومسيحي مما دفع بٱلاف المسلمين اللبنانيين الألتحاق بمخيم تل الزعتر ليكونوا الى جانب اهالي تل الزعتر والتنظيمات المتواجده فيه وفي أواخر شهر يونيو/حزيران ١٩٧٦ ومع اشتداد المعارك وازدياد الخلافات فرضت الميليشيات المارونيه بالأشتراك والتحالف مع الجيش السوري حصارا بشعا ومحكما على المخيم وقطعوا عنه الماء والكهرباء والغذاء ومنعوا هيئات ومنظمات الأغاثه من الدخول للمخيم وتزامن هذا مع القصف المتكرر للمخيم والفدائيين المتواجدين فيه واستمر القتال بين الفريقين ٥٢ يوم حيث تم قصف المخيم ومن فيه بأكثر من ٥٥ ألف قذيفه متنوعه حتى تم القضاء على المقاتلين في المخيم لتتقدم بعدها الميليشيات مدعومه بالجيش السوري نحو المخيم وتدخله بتاريخ ١٢ أغسطس/ٱب ١٩٧٦ وترتكب فيه أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل الذين اهلكهم الحصار بتوجيه الرصاص الحي الى صدور الأطفال والنساء وكبار السن والعجزه وزاد من وحشيتهم وحقدهم بقر بطون النساء الحوامل وقد استمرت هذه المجازر حتى مساء ١٤من نفس الشهر أي ثلاث أيام ارتوت ارض المخيم بدماء ٤٢٠٠ من اللاجئين الفلسطينيين ومن من التحق بالمخيم من اللبنانيين وبعد الأنتهاء من المجزره قامت الجرافات والآليات بإزالة المخيم ومن استطاع النجاة من المجزره وكتب الله له الحياه هام على وجهه باحثا عن مأوى ٱخر في مخيم ٱخر وليبقى شاهدا على المجزرة وبشاعتها .
هذه هي مجزرة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان باختصار شديد وهي واحده من المجازر البشعه التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب قيادته ولا أعتقد أنها كانت نتيجة سوء إدارة او إعداد أو تقدير من قبل القياده الفلسطينيه بقدر ماهو معد ومخطط لها فكما أجهزت على الثوار والفدائيين في الأردن في أحداث ايلول الأسود عام ١٩٧٠ نقلتهم لتجهز على من تبقى منهم في لبنان وكانت مجزرة مخيم تل الزعتر البدايه لمخطط محكم للقضاء على الثورة الفلسطينية وثوارها في لبنان .