زاد الاردن الاخباري -
تظاهر مئات السودانيين في الخرطوم الاحد، للاعراب عن تأييدهم مبادرة اطلقها زعيم صوفي بارز بهدف وضع حد للأزمة السياسية في البلاد، وتحظى بدعم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي نفذ انقلابا عسكريا العام الماضي.
وتجمعت مسيرات المتظاهرين خارج قاعة المؤتمرات بالعاصمة السودانية والتي تشهد اجتماعات منذ السبت حول المبادرة التي تم إطلاقها مؤخرا.
والمبادرة المعروفة باسم “نداء أهل السودان” والتي يرعاها الزعيم الديني الصوفي الشهير الطيب الجد ود بدر، تعد أحدث محاولة لإنهاء الاضطرابات السياسية في السودان، وقد رحب بها البرهان في أواخر الشهر الماضي.
انطلق مؤتمر المبادرة السبت. وقال ود بدر، إن المبادرة جمعت ما يقرب من 120 حزبا سياسيا تشمل زعماء الطرق الصوفية وزعماء القبائل، مضيفا انها تهدف إلى معالجة “التدهور الاقتصادي” و”تحقيق السلام والأمن”، وضمان إجراء انتخابات نزيهة العام المقبل كما هو مقرر.
ودعا إلى “الحشد” لدعم الجيش وقوات الأمن الأخرى لضمان الوحدة، كما دعا المجموعات المسلحة التي لم تحضر المؤتمر إلى الانضمام إلى المبادرة “حتى لو كانوا معارضين أو متحفظين”.
وقاطع المؤتمر ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد قوى الحرية والتغيير والذي أطيح بأعضائه من الهيئة الانتقالية في انقلاب البرهان.
كما قاطعه أعضاء من لجان المقاومة، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد الرئيس السابق عمر البشير وناهضت الانقلاب العسكري بشكل منتظم خلال التظاهرات الأخيرة.
السودان.. بلد غارق في الأزمات
ويعاني السودان، إحدى أفقر بلدان العالم العربي والغارق في أزماته السياسية والاقتصادية منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، من اضطرابات مستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذ في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ودفع ذلك السودانيين إلى التظاهر بانتظام منذ ذلك الحين، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري، وغالبا ما تخلّلت التظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 116 متظاهرا، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.
وتسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والفوضى الأمنية في تصاعد الاشتباكات العرقية في المناطق البعيدة عن العاصمة.
ولطالما أصر البرهان على وصف ما حدث بـ”تصحيح” مسار الفترة الانتقالية وأنه لم يكن انقلابا عسكريا.
وأعلن البرهان في الرابع من تموز/ يوليو “عدم مشاركة المؤسسة العسكرية” في الحوار الوطني الذي دعت إليه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية… وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة”.
كذلك شمل إعلان البرهان أنه “سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع لتولي القيادة العليا للقوات النظامية وليكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع”، بعد تشكيل الحكومة المدنية.
إلا أن إعلان البرهان قوبل برفض المتظاهرين وقوى المعارضة. ووصفت قوى الحرية والتغيير الإعلان بأنه “مناورة مكشوفة”.
وفي كلمة الأحد بمدينة شندي بولاية نهر النيل شمال الخرطوم، قال البرهان ان “الوقت يتسرب من بين أيدينا .. نأمل أن تنتهي المبادرات إلى صيغة توافقية نستكمل بها الفترة الانتقالية ونخلص لانتخابات حرة ونزيهة”.