زاد الاردن الاخباري -
خاص - شيريل احمد:
يعتمد فهم اللغة عند التخاطب على سماع وادراك وحدات صغيرة ومالوفة من الصوت تسمى "صوتيات" وهي نفسها التهجئة، والتي يتم اظهارها وبنحو بطيء ليتمكن الاطفال من سماعها وترديدها ومن ثم فهمها. فمثلا لتعليم الاطفال كلمة بابا، نخاطبهم وبشكل متقطّع بّ -ا بّ - ا. وبما ان المصابين بعسر القراءة لا يستطيعون التهجئة، فيرى العلماء ان السبب هو انعدام قدرتهم على سماعها اصلا.
ولاختبار ذلك، قام فريق علمي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة بجمع 30 شخص من ذوي الاعمار المتقاربة والتعليم ومستوى الذكاء، ثم تم فصلهم الى مجموعتين، الاولى لم يعاني افرادها قط من عسر القراءة، والثانية عانوا منها في السابق. ثم تم ادخالهم في فترة تدريبية لتعلّم الربط بين 10 اصوات مختلفة (نصفها صينية والاخرى باللغة الانجليزية) مع 10 رموز. وبعدها تم عمل اختبار ليقيس قدرة كل منهما على الربط بين ما سبق، واظهرت نتائجه تفوّق المجموعة الاولى على الثانية بنسبة 40% بما يتعلق باللغة الام (الانجليزية) والتعادل بما يتعلق بالصينية. وفي تعليل ذلك قالت دوروثي بيشوب من جامعة اكسفورد ان التعادل جاء نتيجة كون كلا المجموعتان لم يتعلما تهجئة اللغة الصينية. اما لتفوق المجموعة الاولى، فيعود ذلك لعدم سماع المجموعة الاخرى لتلك الصوتيات وبالتالي الصعوبة في تمييزها وربطها مع رموزها.
وفي النهاية، يقول قائد فريق البحث تايلور بيراكيوني: (من المهم معرفة تقنية ادراك الصوت لانها تمكّن المستمع من تحديد الاصوات المالوفة عن غيرها، بالاضافة الى انها ستساعدنا في توسيع مجال الدراسة لنصل الى فهم افضل لقدرة الدماغ على تمييز الكلام واستيعابه).