رسالة الى دهاقنة الكفاح الزائف !!
د. حسين سالم السرحان
الذاكرة العربية في الشأن الفلسطيني لم تكن على مايرام عند محاولتها إستحضار ما تعرضت له قضية العرب الاولى " فلسطين " من مراحل من البؤس والتشرذم والإسترزاق والإستغلال والصراع بين الافراد والتنظيمات والأنظمة الشرقية والغربية العربية والدولية ، حتى ان الشأن الفلسطيني لم يكن يوما خارج دوائر صراع البشر في كرة القدم او بين الازواج والجيران وطلبة الجامعات ونخب السياسة من الإنتهازيين والعبثيين من كل الاطراف !!
ألقى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على وجدان الشرفاء - وقد لم يبقى منهم كثير- بحزمة من الهموم والآلام ، فالقدس الشريف ما زالت تأن تحت جراح وحراب الصهاينة وارض فلسطين الطاهرة ما زالت عرضة للنهب والسلب المنظم والإبتلاع الممنهج من اجل مزيد من المستوطنات للنازيين الجدد ، والأمة العربية مشدوهة البال وتعاني عجزا وقلة حيلة الا من التناسل والإنتفاخ المرضي والحشرجات والسعال والقرف من بطون متكرشة ورقاب تستدير حول جماجم جوفاء الا من النميمة والامراض والعقد النفسية وفي بين ثناياها ألسنة لا تعرف للصدق مجال ولا تتكلم الا بالباطل والتآمر والكيدية والحسد والحسابات الفردية ، حتى ان " القضايا المصيرية " ولت هاربة من مساحات الاهتمام العام للناس !!
وسط هذا المشهد والمأزق تطل علينا صراعات من نوع جديد بين بعض قيادات فلسطينية لعل آخر همومها وآمالها ما يتعلق بفلسطين الحبيبة على قلوب الجميع بإستثنائهم ، اذ لم يكفي فلسطين الخيانات والمؤامرات والمتاجرات والتجسسات وغيرها من اخلاق واعمال المرتدين وتجار الحروب ، بل أضحت اليوم تعاني من صراعات وهم السلطة والدولة ومرض الكراسي ونهم المال وجشع التملك، بين من يعتبرون انفسهم ذات يوم انهم وحدهم المنافحين والمكافحين والثأرين لشرفها يوم اغتصبت امام اعينهم وبإرادة ذوي الشرف المسلوب وغير الرفيع !!
وبعد رحلة أوسلو الممتعة لبعض هؤلاء لما قضوه من ايام خوالي في رحلات واستجمام وليالي في كل الألوان في فنادق العالم ، احتوت على كل شئ باستثناء " المطالبة بفلسطين " والعمل من اجل حقوق اهلها المهاجرين والنازحين ، نكتشف ومعنا العديد ممن يرون ان فلسطين ليست قضية للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم وانما هي للعالم بأسرة ، اذ بقيت الى اليوم محور الصراع الدولي والذي القى بظلالة على كوكب الكرة الارضية ما لم يشابهه صراع في التأريخ الانساني !!
وعودة الى المشهد المؤلم لهؤلاء ممن اوصلوا الشأن الفلسطيني بكل تفرعاته وجزئياته وعمومياتة وحقوقه فان السؤال الحيوي ماذا تريد النخب الفلسطينية من بعضها البعض بعد ان تم تصفية كل الشرفاء الحقيقيين وتم اقصائهم عن الصراع مع العدو بوسائل عديدة منها الاغتيال او القتل او العزلة او النبذ .. الخ ؟!!
أين الشعب الفلسطيني الحقيقي من هؤلاء ، واين جبهات واحزاب العمل الوطني الدينية واليسارية والوحدوية والتي ليس لها اسماء واضحة ، واين ممن يعتبرون انهم اصحاب حقوق منقوصة ولديهم أشرف واطهر وأسمى قضية في الدنيا ، ولماذا يقبلون باستبدالها باي شئ ويبقون على خجل دائم من ان يمسوا بوطنيتهم من تافه او مبتور ولماذا يبحثون عن شرعية الأصل والفصل والمنبت ؟ !!
رسالة نقولها لمن هم في عمان تؤم القدس الشريف وجناحها الشرقي ان لا تسمحوا لدهاقنة الادعاء بالكفاح من اجل فلسطين ان يشوهوا المشهد الحقيقي لوجع وألم ومعاناة فلسطين .. لا تجعلوهم يلوثون جمال ونقاء موقف الاردنيون الشرفاء وحبهم لفلسطين ووجعهم من اجلها الذي لم يفارق قلوبهم يوما ..
اربأوا بعمان واهلها الطيبون ان يكونوا جزءا من صراع المصالح وتصفية القضية فكل هؤلاء اطراف الصراع في الهم شرق .. لأنهم يتنافسون على تنفيذ رغبات وتطلعات و ويبذلون الغالي والنفيس من اجل اثبات ايهما مخلص وصادق اكثر امام الراعي الامريكي والاسرائيلي !!
رسالة نوجهها لبعض الكتاب والصحفيين وممن يعملون في صحف اردنية او عربية او اجنبية في عمان وبالخصوص ممن لديهم " حواكير " ومزارع وجلسات شاعرية ان احذروا ان تدنسوا طهر القضية الفلسطينية بان تجروا الاردن للصراع بين الفرقاء الفلسطينيين !! احذروا من اقامة الولائم الخالية من كرم الاخلاق لكل من يعبثون بمقدساتنا او بعلاقاتنا وتجنبوا احاديث الليل الصيفيه على تخوم عمان في مواكير الخنا والرذيلة !! فالشعب الاردني يعرفكم وسنكشفكم لأجلة !!
كل ذلك واكثر من اجل ارواح شهدائنا على اسوار القدس ومن اجل " كل نقطة دم سالت لعيون فلسطين " لا تجعلوا من عمان ساحة للخونة والتجار والعبيد !!
حماك الله يا وطني
د. حسين سالم السرحان
dralsarhan@icontactmp.com