زاد الاردن الاخباري -
تعد أوديسا، ميناء الحبوب إلى العالم، ومدينة الاختلاط الإبداعي الغارقة في التاريخ اليهودي، هي هاجس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، و"الجائزة الكبرى" التي يسعى إلى السيطرة عليها ليتمكن من باقي أوكرانيا، وفق تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز".
وتشير الصحيفة في تقرير إلى أن بوتين ذكر أوديسا بالاسم في خطاب ألقاه قبل ثلاثة أيام من الأمر بالغزو، وتعهد بـ"القبض على المجرمين هناك" و"تقديمهم إلى العدالة".
وفي بداية الحرب، اعتقد بوتين أنه يستطيع قطع رأس الحكومة الأوكرانية والاستيلاء على كييف، ليكتشف أن أوكرانيا كانت أمة مستعدة للقتال، ومع تحول تركيز القتال إلى جنوب أوكرانيا، يدرك بوتين وصول أن أوكرانيا إلى البحر ووصول الغذاء إلى العالم يتوقف على أوديسا، وبدون هذه المدينة تذبل أوكرانيا.
وتنقل الصحيفة عن فرانسوا ديلاتر، الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية أن "أوديسا هي المفتاح، في رأيي"، مضيفا "عسكريا، إنه الهدف الأعلى قيمة. إن سيطرت عليها، فإنك تسيطر على البحر الأسود".
وبعد ما يقرب من ستة أشهر من الحرب، لاتزال أوديسا تقاوم، وعاد ما يشبه الحياة اليومية إليها. أعيد فتح المطاعم ومسرح الأوبرا ذو الطوابق، ويحتسي الناس القهوة في الشوراع، لكن القلق ينتاب الجميع، إذ تنتشر أكياس الرمل المملوءة من شواطئ المدينة المهجورة والحواجز المضادة للدبابات من القضبان المعدنية، وتفرض الدوريات الليلية حظر التجول في الساعة 11 مساء.
وتقول الصحيفة إن أوديسا هي جوهر الحرب ليس فقط لأنها تحمل مفتاح البحر الأسود، ولكن أيضا لأن المعركة بين الهوية الروسية والأوكرانية - ماض إمبراطوري ومستقبل ديمقراطي ونظام مغلق مقابل نظام متصل بالعالم، لذلك فهي ترمز إلى كل ما يريد بوتين إبادته في أوكرانيا.
يتحدث الأوديسيون اللغة الروسية، ويشتركون في الكثير من نفس التاريخ مع روسيا، لكنهم الآن يعيشون في صدمة من الغزو الروسي.
وينقل التقرير عن غينادي تروخانوف (57 عاما)، رئيس البلدية، وهو متعاطف سابق مع روسيا "روسيا تدمر ادعاءها بأنها أمة ثقافية، وأوديسا هي العاصمة متعددة الثقافات لأوكرانيا"، مضيفا لقد حول بوتين روسيا إلى أمة القتل والموت".
وكان تصدير القمح والذرة وحبوب عباد الشمس يحصل بنسبة 90%، قبل الحرب، عن طريق البحر، وبشكل رئيسي من ميناء أوديسا الذي يؤمن 60% من نشاطات الموانئ الأوكرانية.
وتنتظر المدينة وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بعدما وعد الخميس ببذل كل ما في وسعه لتكثيف عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية التي استؤنفت مؤخرا.