زاد الاردن الاخباري -
اكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، أمس السبت، أن الدعوات لمنع دخول المواطنين الروس إلى دول الإتحاد الاوروبي، والترويج لفكرة الخوف من الروس، بعد العمليات العسكرية في أوكرانيا، تعد مظهرا من مظاهر السياسة النازية.
ودافع شويغو عن عمليات روسيا العسكرية في أوكرانيا، مشددا على أنها تاتي في سياق الدفاع عن مواطني جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، بعد 8 سنوات من الجرائم المرتكبة بحقهم من قبل نظام كييف، الذي حاول الإنضمام لحلف الناتو، وبالتالي خلق تهديدات غير مقبولة لروسيا.
وقال شويغو، في كلمة بافتتاح المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الفاشية: "نشهد اليوم مظهرًا حيًا للسياسة النازية، عندما يتم الترويج لفكرة الخوف من الروس بشكل نشط من الجانب الأوروبي لحظر جميع المواطنين الروس من دخول دول الاتحاد الأوروبي".
دول البلطيق
وأشار شويغو إلى أن المبادئ الأساسية للنظام العالمي والتقييمات القانونية والسياسية لمحكمة نورمبرغ يتم تجاهلها وتنقيحها بشكل متزايد من قبل البلدان، ولا سيما دول البلطيق.
وأضاف شويغو قائلا: "مسيرات القوات الخاصة في إستونيا ولاتفيا النازية باتت تقليدية، حيث يتم نصب الآثار لمجرمي الحرب ويتم سماع الشعارات والنداءات النازية في الشوارع".
وخلص شويغو قائلا: "في الثلاثينيات من القرن الماضي، تم إنشاء أنظمة دكتاتورية فاشية في إسبانيا والبرتغال ورومانيا وكرواتيا وبعض الدول الأخرى وأصبحت النازية الألمانية أكثر أشكالها تطرفاً وعدوانية".
إبادة جماعية
وتابع "على هذه الخلفية، اتخذ القائد الأعلى للقوات المسلحة، في شباط/فبراير، القرار الصائب بإجراء عملية عسكرية خاصة كان هدفها الرئيسي حماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام كييف".
وأضاف شويغو "لقد أعلنت كييف نفسها علنًا وريثا للقوميين الأوكرانيين الدمويين، كما بذلت واشنطن قصارى جهدها لإنشاء كراهية ضد روسيا من أوكرانيا، وشجعوا على حظر اللغة الروسية والإعلام الروسي والثقافة الروسية - كل ما يتعلق ببلدنا.
وشدد شويغو "لكن الكثيرين في أوكرانيا لم يتبنوا مثل هذه السياسة، كما لم ينغمس سكان دونباس في تطلعات النظام الحاكم نحو النازية".
يذكر أن ليتوانيا دعت لإلغاء تأشيرات شنغن السياحية الصادرة للمواطنين الروس على مستوى الاتحاد الأوروبي، فيما قررت إستونيا عدم السماح للمواطنين الروس بدخول البلاد بتأشيرات شنغن، كما قيدت لاتفيا إصدار تأشيرات دخول للروس لفترة غير محددة، علاوة على ذلك أعلنت بولندا، أيضاً، تقييد حصول المواطنين الروس على تأشيرات الدخول.
الاتحاد الأوروبي
وكانت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الداخلية والهجرة، أنيتا هيبر، أعلنت الخميس الماضي، أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، سيبحثون، في اجتماع غير رسمي نهاية أغسطس الجاري، مسألة إصدار التأشيرات إلى المواطنين الروس، وذلك بعد دعوات لمنع إصدار تأشيرات دخول للروس في إطار العقوبات ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقالت هيبر، في إحاطة إعلامية "وزراء خارجية الدول الأعضاء سيناقشون خلال اجتماعهم في 30 و 31 أغسطس في براغ، إصدار التأشيرات إلى المواطنين الروس".
وأشارت إلى أن "المفوضية الأوروبية في تواصل مستمر مع الدول الأعضاء".
وطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغربيين بإغلاق حدودهم أمام الروس الذين يتعين عليهم "العيش في عالمهم الخاص إلى أن يبدلوا فلسفتهم"، وفق ما قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست في 8 أغسطس، وهو طلب عده الكرملين "غير عقلاني".
كما تقدمت عدة بلدان سواها في اتخاذ تدابير بهذا الصدد، لكنها تدعو إلى موقف أوروبي موحد.
ومن بين هذه البلدان فنلندا التي تعالج عادة نحو ألف طلب تأشيرة دخول في اليوم، فقررت الحد من عدد التأشيرات الممنوحة للسياح الروس بدءا من الأول من سبتمبر إلى 10 في المائة مما هي عليه حاليا.
ومنذ إغلاق المجال الجوي الأوروبي على روسيا ردا على شن هجومها على أوكرانيا، يسعى عدد متزايد من الروس للدخول إلى هذا البلد للانتقال منه إلى دول أخرى من الاتحاد الأوروبي بفضل تأشيرات شنجن لإقامة قصيرة قدرها 90 يوما من أصل فترة 180 يوما.
ورأت رئيسة الوزراء الفنلندية سنا مارين أنه "ليس من العدل أن يكون بوسع المواطنين الروس الدخول إلى أوروبا، إلى فضاء شنجن والقيام بجولة سياحية .. في حين أن روسيا تقتل أشخاصا في أوكرانيا".
وأوضح سيريل بريت من معهد جاك دولور أن هذا الإجراء الذي سيكون غير مسبوق "من غير المرجح أن يقره الاتحاد الأوروبي، لكن لا بد أنه سيحظى بتأييد قسم كبير من الآراء العامة بما يتخطى الدول، التي تتبنى تاريخيا موقفا حذرا حيال روسيا".
وتلقت دول فضاء شنجن الـ26 "22 دولة من الاتحاد الأوروبي والنرويج وإيسلندا والسويد وليشتنشتاين" ثلاثة ملايين طلب تأشيرة دخول عام 2021، بينها 536 ألف طلب من مواطنين روس رفضت نحو 3 في المائة منها.