تغيب مضامين وجوهر الفرح من طريقة تعبيرهم عن سعادتهم، ففرحهم بنكهة الحزن والأذى لمن حولهم، دون تفكير بنتائج ما يقومون به عندما تمسك أيديهم أيّا من أنواع الأسلحة لإطلاق الأعيرة النارية للإعلان عن فرحهم، متناسين أن هذه الأعيرة التي تخرج من السلاح بالهواء لتستقر بجسد من حولهم ربما يكون ابنا أو شقيقا أو مارا مرور الهادئين بالقرب منهم!!.
نتائج التوجيهي، في فرح نتائج الناجحين يفرح الوطن، لكن للأسف هناك من يخرج من قوافل الاحتفالات بصيغة احتفالية يُراد بها الأذى، فلا يجيدون في فرحهم سوى اطلاق الرصاص، حتى ينتج عن هذه الاحتفالات وفيات للأسف تجعل من هذه الأفراح بنكهة الحزن، ومن ألوان الفرح إلى لون الحزن، فهذه السلوكيات السلبية لا يليق بها سوى لون الحزن للاسف، نتيجة لاستهتار البعض.
فقدت الأسرة الأردنية الواحدة خلال احتفالات الثانوية العامة هذا العام شابا فيما أصيب آخر شافاه الله نتيجة الرصاص الطائش..
عن أي فرح نتحدث وهذا الوجع يتسبب به مستهترون، لا يجيدون الفرح دون رصاص، ليكون فرحهم موتا ورعبا، ففي قول أحد الآباء يوم النتائج منذ ساعات الصباح أغلقت نوافذ غرفة أبنائي حتى لا يصلهم رصاص المحتفلين، ليلخّص بذلك حال آلاف الأسر وتعاملهم مع يوم في عنوانه الفرح، لكنه بات يقلق الكثيرين، ممن يخافون طريقة التعبير عن الفرح بالرعب والموت!!.
ليت كل من يطلق الرصاص فرحا، يضع نفسه مكان سامعي هذه الرصاصات، ومكان من تصله رصاصة طائشة، ليتهم يستمعون لمجلدات التحذير، والتوعية بهذا الشأن، ليتهم يشعرون بحزن من يفقد ابنه أو يصاب نتيجة رصاصهم الطائش، للأسف يبدو ان هذا صعب عليهم، ولا يسمعون سوى لصوت عقولهم التي لا تعرف دربا للفرح سوى الاستهتار في ارواح من حولهم.
سهل خطاب، الذي توفي صباح اعلان نتائج التوجيهي برصاصة طائشة بل مطلقها هو الطائش حيث توفي وهو يمشي في الشارع، فلم تعرف أسرته طعم الفرح، وغاب عن مشاهد الاحتفال بنتيجته التي عاش 12 عاما من حياته وهو ينتظرها مع أسرته، غاب عن الاحتفال الذي يليق بنجاحه، رحم الله سهل الذي لم تنقذه مئات حملات التوعية والتحذير من سلاح يصنع الموت وليس الفرح، من اشخاص يبدّلون «صيوان» احتفالات التوجيهي «بصيوان» لتقبّل العزاء بضحايا طيشهم ورصاصاتهم الطائشة، رحمه الله وشافى المصابين ليت هذه الدماء تعلّم المستهترين دروسا بأن للأرواح قدسية يقف عندها الاستهتار، وكل معاني «الأنا» حتى يبقى للفرح أريجه العَطِر.