زاد الاردن الاخباري -
اندلع قتال عنيف في العاصمة الليبية طرابلس في أثناء الليل واستمر حتى صباح السبت، مع تبادل فصائل متناحرة إطلاق النار بكثافة ودويّ أصوات عدة انفجارات في أنحاء المدينة.
وقُتل ممثل كوميدي برصاصة طائشة أمام منزله في أثناء نقله للأحداث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجُرح 3 مدنيين وفق حصيلة أولية أعلن عنها أسامة علي المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ لـ"المملكة".
وقال شهود إن الاشتباكات اندلعت في وسط مدينة طرابلس بعد أن هاجمت واحدة من أقوى الجماعات في العاصمة قاعدة جماعة منافسة مما أدى إلى اندلاع إطلاق نار لساعات مما أثار الرعب بين السكان المحليين وأثار مخاوف من حدوث تصعيد أوسع.
وأي اشتباكات بين الجماعات القوية في طرابلس قد تجر فصائل أخرى. واستمرار الاشتباكات الأحدث لساعات جعلها الأطول في المدينة منذ شهور.
وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي أسامة علي، عبر "المملكة"، إن الأوضاع لم تهدأ منذ ساعات الصباح الأولى لأكثر من نصف ساعة متواصلة.
وتحدث علي عن اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة داخل أزقة الشوارع في طرابلس، وقال إن "الوضع مأساوي".
ولم تتمكن فرق الإسعاف من الدخول إلى أماكن الاشتباك خصوصا أن الوضع أصبح حادا جدا، وفق علي الذي أشار إلى عدم إمكانية التنقل في تلك المناطق بمركبة إسعاف.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء هذا القتال وما شمله من قصف بالأسلحة الثقيلة لأحياء مأهولة بالسكان المدنيين.
وأشار علي إلى أن وضع المدنيين داخل العاصمة طرابلس "مقلق جدا وتجاوز الخط الأحمر"، وأشار إلى خروج عدد كبير من نداءات الاستغاثة من مناطق الاشتباك بدون وجود "أي ممر آمن لإخراج المدنيين".
ويوجد في منطقة الاشتباك مستشفيان اثنان.
وقال عبد المنعم سالم، من سكان وسط طرابلس، "هذا مروّع. لم أستطع النوم أنا وعائلتي بسبب الاشتباكات. كان الصوت مرتفعا جدا ومخيفا للغاية".
وحشدت الجماعات المسلحة الرئيسة، التي تدعم كل جانب في النزاع السياسي، قواتها مرارا حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة، مع نشر قوافل كبيرة من المركبات العسكرية في جميع أنحاء المدينة والتهديد باستخدام القوة لتحقيق أهدافها.
ولقي اثنان على الأقل، رجل وامرأة، حتفهما في إطلاق النار، بحسب مصادر طبية.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة متداولة عبر الإنترنت لوسط المدينة، ولم تتمكن رويترز من التحقق منها حتى الآن، عربات عسكرية مسرعة في الشوارع ومقاتلين يطلقون النار وسكانا يحاولون إخماد الحرائق.
وقال علي (23 عاما)، وهو طالب رفض ذكر اسمه كاملا، إنه فرّ من شقته مع أسرته في الليل بعد أن أصاب الرصاص المبنى. وأضاف "لم نتمكن من البقاء أكثر من ذلك حتى نبقى على قيد الحياة".
المتنافسان الرئيسان يتبادلان الاتهامات
لم تصدر وزارتا الداخلية والصحة أي تعليق حتى الآن بشأن القتال الذي توقف في وقت متأخر من الصباح قبل استئنافه. وأعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة بسبب القتال.
والمواجهة الرئيسة في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة وإدارة منافسة تحت قيادة فتحي باشاغا يدعمها برلمان شرق البلاد.
وذكر بيان لحكومة الوحدة الوطنية أن الاشتباكات الأحدث في طرابلس اندلعت بسبب إطلاق مقاتلين متحالفين مع باشاغا النار على "رتل" في العاصمة بينما احتشدت "مجموعات مسلحة" أخرى موالية لباشاغا خارج المدينة. واتهم البيان باشاغا "بالتهرب" من المحادثات لحل الأزمة.
وقالت إدارة باشاغا في بيان إنها لم ترفض المحادثات مطلقا وإن الدبيبة رفض كل مبادراتها. ولم يذكر البيان بشكل مباشر ما إذا كان للإدارة صلة بهذه الاشتباكات.
ويسعى كل من الدبيبة وباشاغا إلى التودد للرأي العام الدولي، وتعهدا بالحفاظ على السلام وتبادلا الاتهامات باستخدام العنف في السعي وراء السلطة.
وحاول باشاغا دخول طرابلس في أيار/ مايو، مما أدى إلى تبادل لإطلاق نار استمر لساعات أجبره على المغادرة. وأشار في الآونة الأخيرة إلى أنه قد يحاول دخول العاصمة مرة أخرى.
ونظمت الفصائل الداعمة للدبيبة موكبا عسكريا حول طرابلس الأسبوع الماضي في استعراض للقوة، قائلة إنها لن تسمح لباشاغا بدخول المدينة.