زاد الاردن الاخباري -
وجهت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أصابع الإتهام لرئيس الحكومة المعينة من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا، بالتسبب في الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس.
وقالت حكومة الوحدة الوطنية في بيان، اليوم السبت: "لقد نفذ "باشاغا" تهديداته باستخدام القوة للعدوان على طرابلس".
وأدانت الحكومة، الإشتباكات العنيفة في وسط مدينة طرابلس، حيث الأحياء المكتظة بالسكان والمدنيين، والتي تسببت بحالة من الذعر للأهالي، بشكل يعيد للأذهان الحروب السابقة وما خلفته من مآس قاسية.
وأضاف البيان أن "هذه الاشتباكات قد نجمت عن قيام مجموعة عسكرية بالرماية العشوائية على رتل مارّ بمنطقة شارع الزاوية، في الوقت الذي تتحشد فيه مجموعات مسلحة في بوابة الـ27 غرب طرابلس وبوابة الجبس جنوب طرابلس؛ تنفيذا لما أعلنه المدعو فتحي باشاغا من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدنية".
حكومة فتحي باشاغا
من جهتها أكدت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، برئاسة فتحي باشاغا، الترحيب بكل المبادرات المحلية والدولية التي تم طرحها طوال الأشهر الستة الماضية، لحل أزمة انتقال السلطة سلميا، لافتة إلى أن حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها "مغتصبة للسلطة".
فتحي باشاغا
وقال المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا، اليوم السبت في بيان: "ينفي المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية ما جاء في بيان حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية بخصوص رفض الحكومة الليبية أي مفاوضات معها".
وأكد البيان أن رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا طوال الأشهر الـ 6 الماضية بعد منح الثقة لحكومته، رحب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلمياً، دون أي استجابة من الحكومة منتهية الولاية"، حسب وصفه.
وأضاف أنه "أصبح واضحا لكل الليبيين أن هذه الحكومة مغتصبة للشرعية وترفض كل المبادرات، بما فيها خطاب رئيس الحكومة الليبية الذي لم تمر عليه 3 أيام، وناشدنا فيه رئيس الوزراء السابق عبد الحميد الدبيبة أن يجنح للسلم"، حسب تعبيره.
اشتباكات بالأسلحة الثقيلة
وتجددت الإشتباكات بين مجموعات مسلحة تابعة لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تابعة لرئيس الحكومة التي منحها مجلس النواب الليبي ثقته، فتحي باشاغا.
وأفادت وسائل اعلام، بأن "العاصمة الليبية طرابلس شهدت الليلة الماضية وحتى ساعات الصباح الأولى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بمناطق متفرقة بسبب خلافات بين قادة من الفصائل المسلحة".
اشتباكات في طرابلس
وأكدت مصادر محلية ليبية أنه "إثر الاشتباكات التي وقعت في العاصمة طرابلس تضررت ممتلكات خاصة للمواطنين من بينها منازل وسيارات".
مقتل فنان كوميدي
وأكد الناطق الرسمي باسم مركز الطب الميداني مالك مرسيط، أن الفنان الكوميدي الليبي مصطفى بركة، سقط قتيلا برصاصة طائشة خلال الاشتباكات، وقد جرى نقل جثمانه إلى مركز طرابلس الطبي.
وأشار مرسيط إلى أن نداءات الاستغاثة لا تزال تصل عبر الأرقام المخصصة إلى غرفة الطوارئ في مركز الدعم من مختلف مناطق الاشتباكات التي ما زالت تتواصل بشكل متقطع.
وأضاف أن المركز قام بنشر العديد من سيارات الإسعاف للوصول لتلك المناطق، موضحاً أنه خلال وقت قريب ستكون هناك عمليات إخلاء للمدنيين بعد أن يتوقف إطلاق النار.
وتابع مرسيط أن الاشتباكات مستمرة حتي الآن وهي متقطعة في مناطق، باب بن غشير، وشارع الزاوية، وشارع الجمهورية، وشارع أصريم، وسط طرابلس.
الأمم المتحدة قلقة
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات العنيفة والمستمرة في العاصمة طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية.
وقالت البعثة، في بيان اليوم السبت، "تعرب الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات".
وأضافت "تدعو الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وأنه من الضروري امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف".
أزمة سياسية متصاعدة
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين، الأولى برئاسة فتحي باشاغا، التي منحها مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق أقصى شرقي البلاد ثقته، في آذار/مارس الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، قبل أكثر من عام، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وسبق وأن حاولت حكومة باشاغا دخول العاصمة الليبية طرابلس، إلا أن جماعات مسلحة تابعة لحكومة الدبيبة اعترضت طريق الحكومة ومنعتها من دخول طرابلس.