تلعب مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني في مختلف مجالاتها دوراً مهماً بالعناية الحثيثة بقطاع الشباب والاهتمام بهم ، وكان التركيز على التشاركية مع الشباب يندرج فقط تحت قائمة المؤسسات والهيئات التي تعنى بقطاع الشباب ، وفي مبادرة من أمانة عمان الكبرى ، توجهت الأمانة مبكرا إلى الشباب واستقطبتهم ، وخرجت عن الدور الخدمي والتنموي ، متجاوزة دورها في دعم الشباب وتحفيزهم ، من خلال \"تجميل صورة الوطن من خلال الشباب\".
ولوقت قريب كانت أمانة عمان الكبرى ، البلدية الوحيدة والأولى في الأردن التي اهتمت بقطاع الشباب ودعمتهم بكافة المجالات والسبل ، ولكن المتتبع يجد أن بلدية معان الكبرى كان لها كذلك دور كبير مع الشباب ، محتلة بذلك المرتبة الثانية في الأردن بعد أمانة عمان ، مع مراعاة الفرق بين الإمكانيات والكوادر المتاحة للأمانة ومقارنتها ببلدية معان وكذلك وقوع الأمانة في مركز صنع القرار في العاصمة عمان. وفي تجربة ريادية لبلدية معان ، كانت البلدية تتصدر دائما للوقوف مع الشباب وتدعمهم بكافة الوسائل والطرق ، حتى بات شباب معان يطلقون على بلديتهم \"بيت شباب معان الدافئ\" ، وأصبحت بلدية معان تشتعل نشاطا وحيوية بوجود الشباب ، نظرا لما يمتلكونه من طاقات وإمكانيات ، فلقد حرصت البلدية على التواصل مع الشباب والاهتمام باحتياجاتهم بشكل جدي ، حيث كانت مشاركة الشباب الفعالة في اجتماعات المجلس البلدي لافتة للانتباه.
ولقد حرصت البلدية على التواصل مع مختلف المؤسسات المعنية بقطاع الشباب كالمجلس الأعلى للشباب وهيئة شباب كلنا الأردن ، وكذلك التواصل والتشبيك مع منظمات دولية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID والمعهد الجمهوري الدولي IRI وغيرهم ، بهدف دعم الشباب وتطوير إمكانياتهم ، وكذلك تشكيل لجنة أصدقاء البلدية التي جاءت بفكرة من الشباب وتبنتها البلدية والاهتمام بفريق البلدية الرياضي ودعمه. ومما ساعد بلدية معان على القيام بهذا الدور أمور عديدة: منها: انتقالها من موقعها القديم الكائن وسط البلد إلى بناء حديث واسع ، وقد أعطى هذا مجالا كبيرا لدى الشباب لاستخدام مرافق البلدية لتنفيذ برامجهم ونشاطاتهم ، وكذلك المعاملة المتميزة التي وجدها الشباب في البلدية من خلال رئيسها ، ومجلسها ، وموظفيها ، فاكتملت المقومات الأساسية ، كالدعم اللوجستي ، والتحفيز ، الأسلوب الشبابي ، وثقة البلدية في قدرات الشباب ، وغيرها.
فعملت البلدية بصورة غير تقليدية مع الشباب من خلال العديد من البرامج والمشاريع ، ولم تتناسَ: الجانب الثقافي والاجتماعي ، وكذلك تدريب وتمكين الشباب من خلال مركز مصادر الشباب التابع لها ، وتنمية قدرات الشباب وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ، وإكسابهم المهارات الحياتية والفكرية المختلفة ، وإشراكهم في برامج تجعلهم واعين ومدركين لحقوقهم ، وان لهم دورا كبيرا في المستقبل ، وكذلك إشراكهم في الخطط التنموية والاقتصادية ، وإطلاق قدرات الشباب وإبداعاتهم ، واستحداث أقسام جديدة واستقطاب نخبة من الشباب المؤهل للعمل فيها.
ويعي الشباب أن مستقبل الأردن يمكن أن يلعبوا فيه دوراً بارزا إن أخذوا الدعم المناسب والفرصة الملائمة ، فيحتاج الشباب إلى المشاركة وبفعلية ، ليس فقط في عملية صنع القرار الرسمية وغير الرسمية ، بل المشاركة في المجتمع من خلال فرص الحصول على التعليم والعمل والصحة وغيرها ، وكذلك مشاركة الشباب وتمكينهم من خلال مشاركتهم في الحياة الأسرية ، سوق العمل ، التعليم ، المجتمع ، وفي الإعلام وغيرها.
أتمنى من البلديات الأخرى ، أن تحرص على إشراك الشباب ، وان تحذو حذو \"بلدية معان الكبرى\" وأن تأخذها أنموذجا ومثالا للشراكة مع الشباب ، بالاهتمام في الشباب على الأقل ولو في احد المحاور التي تهمهم وليس جميعها ، بجانب المؤسسات والهيئات التي تعنى بقطاع الشباب ، وأن تبادر في البحث عن هؤلاء الشباب واستقطابهم ، باعتبار الشباب قادة هذا الوطن وفرسان التغيير.