وأخيراً : وجدت منظمة هيومن رايتس ضالتها فجأة ، ومن دون سابق إنذار. فصحا ضميرها و دبت في عروقها النخوة والحمية واستيقظ عندها الضمير النائم المستتر منذ عقود ، من معاناة الشعب الفلسطيني التي كابدها وتحملها وما يزال منذ العام 1948 .
حيث سلبت أرضة وهجر ورحل قصراً عن موطنة وبقعته التي منحها الله لهم فوق الأرض وتحت الشمس كبقية خلق الله من شعوب الأرض ، فأفرغت الأرض من أهلها الشرعيين وذلك بعيد ان أصدرت تلك المنظمات الدولية الاستعمارية والتي تأتمر من الأقوياء بقوة الجبروت والسلاح وشتان مابين عظمة الدول في العدل وما بين عظمة القوة الوحشية . فتستمد منهم هذه المنظمات كل ما تفعل وما تقول وكل ما تحيك ضد الشعوب المقهورة ولكن تحت غطاء الشرعية الدولية المزعومة وهي الكذبة الكبرى التي ما يزالون يستبيحون بها دماء الشعوب وكرامتهم وحرماتهم .
هذه المنظمات ألمسماه زوراً بالدولية هي نفسها صاحبة القرار الجائر بإعطاء ومنح ارض فلسطين وعلى طبق من الكذب والنفاق والظلم لمواطنين يعيشون في تلك الدول وهم مشتتون و ينتشرون في كل بقاع الأرض لكن السواد الأعظم منهم يملكون حق المواطنة بل هم مواطنون بتلك الدول التي رسمت ورتبت وقررت والهدف هو التخلص من هؤلاء المواطنين ممن يقال ان ديانتهم هي اليهودية وان العامل الجامع بين هذا الكوكتيل من شعوب الأرض ومواطني تلك الدول من اليهود ينضوون تحت عقيدة واحده وهي الصهيونية ومن اجل الخلاص منهم حيث ارتأت هذه الدول جمع هؤلاء فوق ارض واحده وينشئون لهم كيان لقيط وغير شرعي فوق ارض فلسطين .
فكان الخيار على ارض فلسطين فتم ما تم فوق أرضها و ذبح من ذبح من أهلها وشرد من شرد ونكل بمن نكل به وطرد من طرد وهكذا في مسلسل متواصل من الأجرام وبدعم كامل من قوى دولية كبرى غاشمة مسنودة بالقوة الاقتصادية والعسكرية والبشرية والتكنولوجية بحيث لم يعد هناك من يستطيع الوقوف في وجه هذه القوى فكانت محنة الشعب الفلسطيني والتي نراها اليوم وهي ماثلة حتى اللحظة
هيومن رايتس اليوم تصدر بيانات وتقارير تستكمل فيها لعبة الكذب والخداع وذلك لإتمام ما أنجزته شقيقاتها من المنظمات اللا دولية والتي ولدت من رحم المعاناة وعلى وقع القتل والدماء فسميت بعصبة الأمم التي أنشئت بعيد الحرب العالمية الأولى ثم استبدلت بالأمم المتحدة والتي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء والتي ينبثق عنها عدد من المؤسسات التابعة لها ومنها مجلس الأمن فهي إذا منظمات ولدت من رحم الدول الاستعمارية وبنيت على عقيدة الانتصار في الحروب فهي تسير في نفس الفلك، فلك : الاستعمار وقمع الشعوب وسرقة ثرواتها وذبحها ولكن الذي تغير او يتغير هو الأسلوب فقط في تحقيق نفس الأهداف فالهدف واحد وان تعددت الوسائل .
هذه المنظمة توجه اليوم سهامها وسمومها الى الأردن الدولة التي هي الأكثر حنواً على شعب فلسطين والدولة التي عانت في معظم الأحيان معاناة فلسطين وأهل فلسطين .
هيومن رايتس توجه أصابع الاتهام والفتنة الى الضحية وتترك الجلاد فبدل ان تدين التعنت الصهيوني وهو الطرف الجاني والمحتل وهو من سلب الأرض وصادر الحق وشطب هوية وجواز الفلسطيني وكل أرقامه ودفاتره العائلية وغير العائلية بل وينكر وجوده تماماً ويريد له ان يذوب ويضمحل ويتوارى عن الوجود على الرغم من كل ما قدم الجانب الفلسطيني والعربي لهؤلاء المحتلين من اعتراف ومن مد اليد إليهم سعياً وراء إعطاء صاحب الحق شيء مما سرق نصفه او ربعة او حتى عشرة في أرضة وفوق تراب وطنه الذي احتل من قبل الصهاينة وإقامة دولته المستقلة فبدل من كل هذا يريدون إتمام مشروعهم وهو شطب الحقوق الفلسطينية وتفريغ الأرض من أهلها وتوطينهم في دول العالم سعياً وراء مسح ذاكرة هذا الشعب وبالتالي نسيانه لأرضة ووطنه من خلال دعواها الكاذبة والمنافقة لاتهام الأردن والكذب والافتراء علية وكأن الأردن هو من احتل او يحتل ارض فلسطين ليبعدوا الأنظار عن الجناة الحقيقيون فالأردن لن يكون يوماً بديلاً عن فلسطين ولن يكون وطناً يعوض به الأشقاء فهذا ما لا يقبله الفلسطينيون أولا وقبل الأردنيون بل هذا هو المستحيل بعينة حتى ولو أطبق العالم فوق بعضة البعض فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين هي الأرض المحتلة والمغتصبة والمنتظرون أهلها ساعة العودة مهما طال زمن تلك الساعة .
اما هذه الأكاذيب والخزعبلات التي تروج لها هذه المنظمة لتدس السم بالدسم فهذا ما لا ينطلي علينا كشعوب وكدول باتت تدرك حقوقها المشروعة والتي لن يستطع كائن من يكن ان يحرم أهل الحقوق من حقوقهم وما هذه الإجراءات والتي يتخذها الأردن انطلاقاً من حرصه الأكيد على قضية فلسطين وشعب فلسطين الشقيق ووقوفاً في وجه كل المؤامرات التي تحاك ويحركها الصهاينة من اجل خلط الأوراق وأبعاد الأنظار عن الاستحقاقات المترتبة عليهم كمحتلين للأرض وكمصادرين لحق شعب يعد بالملايين ،فكان من الأجدى لو ان هذه المنظمة تحترم الاسم الذي تحمل فلا تراوغ وتدافع عن الجاني وتحاول ان تتدخل في شئون الدول وسيادتها وفي قراراتها السيادية على أرضها فما يتخذه الأردن اليوم هو من باب حرص الشقيق على شقيقة كي يحفظ له حقه المشروع في ألعوده الى تراب وطنه والى إقامة دولته المستقلة والتي أقرتها كل القوانين والاتفاقيات الدولية منذ ان ولدت عملية ما سمي بالسلام العربي الإسرائيلي او الفلسطيني الإسرائيلي
نقول لهذه المنظمة ان لغة الخداع والكذب لم تعد تنطلي على احد في العالم لقد أصبح العالم يدرك تماماً كل عمل يهدف الى تكريس العدوان والاحتلال وسرقة ونهب ثروات الشعوب وما هذه الخديعة في تقرير لا يستحق ان ينظر إلية ما دام هذا التقرير يجانب الحق والعدل والصواب وما دام ينصر الظالم والجاني ويتهم المجني علية وهو الأردن وشعب فلسطين المنكوب ...