لا قيمة لفصاحة اللسان، وبلاغة اللغة، أمام عظمة مبادرات وانجازات جلالة الملكة رانيا العبدالله الواقعية العملية، التي تلامس حياة أشخاص، وتغيّر من تفاصيلها نحو الأفضل، نفقد عمق التعبير، لفرط تواجده بأعمال تحكي آلاف قصص التفوّق والنجاح والتميّز مجسّدة بالعمل لا بالقول، حاضرة بأحداث وجولات ومشاركات شخصية من جلالتها، يصعب جعلها كلمات.
الملكة رانيا العبد الله، الأم الملكة، في كلّ مناسبة انسانية نجدها حاضرة، أمّا وملكة، تحكي بلسان حال المواطنين كافة، بشخصية متواضعة، تقترب من لسان حال الأمهات تشاركهن فرحهن وترحهن، تشاركهن العمل لتحقيق أحلامهن وجعلها حقائق، تسمع منهن فكانت مبادراتها في أغلبها لهن، تجالسهن بكل أريحية وفي لقاءات تعلو بها روح العائلة الواحدة، فهي الملكة رانيا.. ملكة الانسانية.
تشرفت عشرات بل مئات المرات في الإطلاع على واقع جولات جلالة الملكة رانيا بحكم عملي الصحفي، لأرى كيف تتعامل جلالتها مع المواطنين وكيف تصرّ على الإستماع لهم جميعا، وعلى السير في الشارع بين من يناديها أو يطلب منها الإستماع لواقعه أو لشكواه، وحدث عشرات المرات أن اوقفت جلالتها سيارتها التي في أغلب الأحيان تقودها بنفسها في جولاتها ونزلت لتسمتع لصوت جاءها من سيدة أو من شاب أو شيخ أو حتى طفل، وكثيرا ما غيّرت جلالتها برنامج زيارتها لأماكن مختلفة لرؤيتها بيتا أو سيدة تطلب المساعدة.
ربما الحديث عن مشاهدات أعيننا ونحن نتشرف بمرافقة جلالة الملكة، لا يمكن حصرها في أسطر محددة، ليس فقط في حرص جلالتها على النزول للميدان والوقوف على تفاصيل الأمور بشكل شخصي، واهتمامها بمتابعة الأمور ربما لم تجد يوما أذن مسؤول لها، إنما أيضا لجهة حبّ المواطنين لها وطريقة استقبالهم لجلالتها وتعاملهم معها التي تغيب فيها بشكل كامل أي بروتوكولات أو ترتيبات رسمية، لتكون بصورة أردنية مختلفة تحضر بها جلالتها واحدة من أفراد كل أسرة تزورها بكل طبيعية وبشكل عائلي تحيطه محبّة أكبر من الوصف.
اليوم في عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا، ولا أنكر أنني أشعر بفقر تعبيراتي ولغتي حين أكتب عن ملكة بحرفيّة المعنى، ملكة الانسانية والأمومة والعطاء والتميّز، والثقافة، فهي الملكة رانيا التي تلتقي بالنساء والشباب متحدثة بكل أريحية، تستمع للجميع وتتحدث عن أسرتها وأصحاب السمو الأمراء بلسان الأم وعن ظروف الحياة كأي أم، لنرى صورة بهيّة للأسرة الأردنية التي تسير بنهج وتوجيهات جلالة الملك الذي طالما أكد أن الإنسان أغلى ما نملك.
وفي حديثي عن جلالة الملكة رانيا وقربها من الجميع، فقد شرّفتني جلالتها بأن أكون إحدى السيدات في البعثة التي أوفدتها جلالتها لأداء العمرة في رمضان العام الحالي، لم تكن فقط مفاجأة في اختياري كصحفية لأكون في البعثة، إنما هو حلم يتحقق، مشاعر لا يمكن وصفها، وتغيير جذري في مسار حياتي فهو المكان الخالي من أي سلبيات مكان بلون واحد أبيض له بريق يجعل عيني لا ترى سوى الخير، تغيب الشرور وتتسيّد الرحمة، هي مكرمة من جلالة الملكة جزاها الله خيرا وسعادة بحجم ما منحته لي ولأكثر من (500) سيدة.
سيدتي، صاحبة الجلالة يومنا تعطّره المحبة التي تمنحيها لكل من حولك، سيدتي كل عام وجلالتك سيدة الإنسانية والعطاء، كل عام وجلالتك بكل الخير الذي يشبه عطاءك.