زاد الاردن الاخباري -
يشعر الكثير من الأشخاص بالنعاس بعد الطعام والحاجة إلى الراحة، فما سبب ذلك.
ورغم أن الطعام يعتبر مصدرا للطاقة بحسب الخبراء إلا أنه تلعب العديد من العوامل التي تلعب دورها لتحديد مدى شعور الشخص بالتعب.
قالت أخصائية التغذية وعالمة رئيسية في شركة التكنولوجيا الصحية FoodMarble كلير شورت:"عندما نتناول وجبة، فإنها تحفز سلسلة من الإجراءات في القناة الهضمية وعبر الجسم".
وفقا لـ شورت ، قد تكون مستويات السكر في الدم المتموجة أحد العوامل المساهمة في الشعور بالنعاس الذي نشعر به بعد الطعام. وأوضحت "عندما نأكل أطعمة غنية بالسكر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم انخفاضها بسرعة، يمكن أن يؤدي الانهيار الناتج إلى التعب المفاجئ".
وتضيف :"ومع ذلك ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب مراعاته عند محاولة تجنب الساعة 3 مساء، لأن هرموناتنا لها دور تلعبه أيضا، وبعد تناول الطعام، يمكننا أحيانا أن نرى ارتفاعا في إنتاج وإطلاق مادة السيروتونين، على الرغم من أن هذا يُعرف بالعامية باسم هرمون الشعور بالسعادة، إلا أنه قد يكون له آثار جانبية أخرى أيضا".
وقالت شورتت: "قد تؤدي زيادة مستويات الهرمونات إلى الشعور بقليل من النعاس، يقترح بعض الباحثين أن زيادة مستويات هرمون السيروتونين تسبب هذا، يلعب السيروتونين دورًا مهمًا في مزاجنا ودورات نومنا، وعندما ترتفع المستويات بعد تناول الوجبة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالنعاس."
وذكرت مراجعة للدراسات المنشورة في مجلة الطب الرياضي: "تم ربط السيروتونين بالإرهاق بسبب آثاره المعروفة على النوم والخمول والنعاس وفقدان الدافع، على الرغم من أن نفس القطعة تشير أيضا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة القوية لإثبات أن السيروتونين يلعب دورا مهما هنا.
ما هي الأطعمة التي تسبب النعس للناس؟
وقالت شورت أن بعض الأطعمة من المرجح أن تسبب التعب أكثر من غيرها، وإن تناول الأطعمة الغنية بالحمض الأميني المسمى التربتوفان قد يسبب بعض النعاس، وذلك لأنه يشارك في إنتاج السيروتونين، ويوجد التربتوفان في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين مثل الجبن والبيض والديك الرومي والتوفو.
وأضافت :"بعض الأطعمة الأخرى مثل الكرز، يمكن أن تؤثر على مستويات الميلاتونين لديك والتي يمكن أن تعزز نومك، يمكنك حتى شراء الحليب الذي يحتوي على مستويات عالية من الميلاتونين للمساعدة في تحسين نومك."
وتعزز دراسة أجريت عام 2015 حول التأثيرات الفسيولوجية للميلاتونين، المنشورة في مجلة Neurochirurgi ، الارتباط بين مستويات الميلاتونين والنوم، تنص على: "هناك بعض الأدلة على أن الميلاتونين يستقر ويقوي اقتران إيقاعات الساعة البيولوجية، خاصة درجة الحرارة الأساسية وإيقاعات النوم والاستيقاظ."
وبحسب شورت من الصعب تقديم قائمة حاسمة بالمكونات لاستخدامها في حالة مزاجية أقل بعد الوجبات، هذا لأن رد فعل الشخص على أنواع معينة من الطعام قد يؤدي أيضًا إلى الحساسية أو عدم التحمل.
"وتتابع شورت :"الشعور بالإرهاق أو الغموض بعد تناول الوجبة ، والذي يُعرف أحيانًا باسم" ضباب الدماغ "، يُلاحظ بشكل شائع لدى الأفراد الذين يعانون من الحساسية الغذائية وعدم تحمله ، أو في الأشخاص الذين يعانون من حالة تسمى فرط نمو البكتيريا المعوي الدقيق (SIBO). ويمكن تشخيص فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة باستخدام اختبار التنفس الجلوكوز أو اللاكتولوز، ويجب عليك التحدث مع طبيبك إذا كنت تشك في احتمال إصابتك بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء. "
كيف تتجنب الشعور بالنعاس بعد الأكل؟
في حين أن البحث لم يقدم بعد إجابة نهائية حول سبب شعور الناس بالنعاس أحيانا بعد تناول الطعام، نصحت شورت بأن هناك بعض الخطوات التي يمكن للأشخاص اتخاذها إذا كانوا يحاولون زيادة مستويات إنتاجيتهم بعد الظهر.
قال شورت: "إن تضمين الأطعمة الغنية بالألياف مع الوجبات يمكن أن يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم وتجنب هذا الانهيار، مما يعني أنك أقل عرضة للنعاس، وحاول أن تأكل وجبات منتظمة وتجنب تناول كميات كبيرة جدا، فهذا يمكن أن يثقل كاهل جهازك الهضمي ويجعلك تشعر بالتعب والركود".