تتحدث «نظرية الفراشة» لواضعها إدوارد لورينتز عام 1963، عن أن فعلا بسيطا يمكن أن تنجم عنه سلسلة تطورات متتالية خطيرة، بشكل قد لا يتوقعه أحد، تقع في أماكن أبعد ما تكون عن التوقع.
وهو ما عبر عنه مفسرو هذه النظرية بقولهم، أن رفرفة جناح فراشة في الصين، قد تتسبب بفيضانات ورياح وأعاصير هادرة في أبعد الأماكن في أميركا أو أوروبا أو أفريقيا !!
ما يحدث في العراق الحبيب نموذج على فشل وشلل، ووصول صيغة بول بريمر رئيس الإدارة المدنية لإعادة إعمار العراق، التي تميزت بالمحاصصة الطائفية والإثنية، إلى نهاياتها.
لقد وفرت صيغة بريمر فرصا عريضة للتقاسم ولتقسيم العراق. ووفرت فرصا واقعية ومقدمات لتنفيذ المخطط التركي في العراق، للسيطرة على نينوى وكركوك، ومقدماته ما هو جارٍ الآن في بعشيقة شمال الموصل ومناطق جبلي قنديل ومتين والعمادية في محافظة دهوك.
ما يحدث في العراق ليس رفرفة جناح فراشة !!
وليست احداثا لا يتوقعها أحد.
وليست في أماكن أبعد ما تكون عن التوقع !
لقد توقف الاقتتال المؤلم في شوارع العراق مؤقتا، لكن الأزمة السياسية لم تنتفِ، كما صرح برهم صالح رئيس الجمهورية.
فدواعي نشوب الاقتتال مجددا، ما تزال وفيرة وقابلة للتفجير.
في العراق، تبخر المجرمون قتلة ثوار تشرين 2019 وعددهم 740. تبخر الذين أُصابوا نحو 17 ألف عراقي بجروح، من بينهم 3 آلاف آصيبوا ب»إعاقة» جسدية.
في العراق الذي ينطوي على ثروات فلكية طائلة، هي أكثر من ثروتي قارون وايلون ماسك. والعراقيون يشكون من الفساد وتبخر مئات مليارات الدولارات.
لقد قُتل في «الثلاثاء السوداء» الأخيرة في شوارع العراق أكثر من 30 شابا، «أفتى» السيد مقتدى الصدر، بأنهم، والذين قتلوهم، في النار !!
ما يجري في شوارع العراق يهمنا ويؤثر علينا، فوق تأثير رفرفة كل فراش العالم.