زاد الاردن الاخباري -
استطاع لاجئ عراقي النجاة من مخيمات الاحتجاز في ليتوانيا بعد معاناة وسوء معاملة وتعنيف.
ورغم تحذيره من أن الهروب من المخيم أشبه بعملية انتحار، إلا أنه نجح في ذلك بعد عبوره بولندا، ثم وصل إلى ألمانيا.
ويبدي حسن، وهو من مدينة النجف، كباقي اللاجئين، استياءه من الإجراءات الأوروبية المشددة بحقهم، وتحامل الشرطة وعدم تفهم أوضاع بلدانهم الصعبة. معلقا ”نحن لسنا مخربين، نحن فقط لاجئون“.
ويروي حسن لقناة black box على موقع يوتيوب تجربته الشخصية في أثناء رحلة لجوئه من بلده نحو أوروبا، وكيف قاده إصراره على تخطي حاجز الخوف وسط غابات ليتوانيا ثم في مخيمات الاحتجاز، ليبلغ هدفه بعد رحلة شاقة.
ويقول حسن المتخصص في الدعاية والغرافيك، إن ”قرار الهجرة كان مفاجئا بعد أن أجبرته الظروف الأمنية على مغادرة العراق“.
وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، نصحه أصدقاؤه بسلك طريق الهجرة الجديد ببلاروسيا، ثم عبور الدولة الأوروبية التي يريد الاستقرار بها، وقد نالت استحسانه الفكرة.
ووصل حسن إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا بعد أن حجز فيزا سياحية مباشرة من مقر سكناه بالنجف.
وذهب حسن إلى الفندق حيث تعرف على لاجئين عراقيين، ليقع الاتفاق فيما بينهم لعبور ليتوانيا بعد يومين، عقب تنسيق مع مهرب متواجد ببيلاروسيا.
ويضيف ”حملتنا السيارة نحو المنطقة الحدودية مقابل 200 دولار لكل شخص، ثم طلب منا المهرب استكمال الطريق مع مرافق روسي يدعى فلود“.
ولفت حسن إلى عدم ارتياحه للطريق الذي حملهم إليه فلود، حيث قطعوا مسافات طويلة عابرين الغابة نحو كوخ بال.
ويشير إلى تواجد أشخاص أشبه بالمشردين داخل الكوخ الخشبي، وطلب منهم المهرب الانتظار ليلا لعبور الحدود، غير أنه تعرض للملاحقة من شخص بالسلاح ما أفشل المحاولة.
ويبين حسن أنه في محاولة العبور الثانية، كان فلود المرافق الروسي ثملا، وفاجأنا في وسط الغابة بأنه أضاع الطريق وبتوقف شبكة الإنترنت.
ويتابع ”بقينا في الغابة وكنا نسمع أصوات الكلاب والذئاب، ثم واصلنا المشي في الصباح إلى أن دخلنا أول قرية تتبع الحدود الليتوانية“.
لكن أحد سكان القرية تنبه إليهم، لتمسك بهم الشرطة وتحملهم إلى كامب مختلط من جنسيات عربية وأفريقية.
وبعد تحقيق الشرطة التي عاملتهم بـ“اشمئزاز“، على حد تعبيره، نقل حسن والمجموعة التي ترافقه إلى معسكر على الحدود إذ يوجد به لاجئون وسط رقابة مشددة.
وأردف ”كنا 800 شخص في ذلك المعتقل مقسمين على خيم صغيرة، وقد عانينا الجوع والعطش والبرد القارس“.
وبعد أن استبد بهم الجوع وسط حرمانهم من التواصل مع أسرهم، أقدم اللاجئون ومن بينهم حسن على الاحتجاج للمطالبة باسترجاع هواتفهم.
وقرر حسن بعد أن ساءت الأوضاع في ظل استخدام العنف ضدهم الهرب والنفاذ بجلده.
ويصف اليوم الذي نجح فيه في عبور سياج بيوم ”الحرية“، إذ استطاع عن طريق الحبال مغادرة الكامب والانطلاق ركضا نحو الشارع المحاذي له.
ونجح بعد التنسيق مع مهرب متواجد بتركيا، من عبور الحدود البولندية رغم أن بولندا كانت حينها في حالة إنذار بسبب تدفق اللاجئين.
ومن بولندا، تمكن حسن من وصول الجسر الحدودي نحو ألمانيا، الذي عبره راجِلًا، وبمجرد وصوله سلم نفسه للشرطة.
وفي ختام حديثه، نصح حسن اللاجئين بـ“عدم المغامرة والهجرة عن طريق بيلاروسيا وليتوانيا لخطورة وصعوبة الرحلة“.