زاد الاردن الاخباري -
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، الأحد، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على علم بالفيديو الذي انتشر للزعيم الشيشاني، الذي أعلن من خلاله توجهه للرحيل عن منصبه، في وقت أثار فيه خطابه تساؤلات عدة في خضم الحرب على أوكرانيا.
ونقلت وكالة "تاس" عن بيسكوف قوله: "لقد اطلعنا على التقارير، وبحسب فهمي فإن تلك التقارير لم تتجسد بعد"، وأضاف "لذا نحن ننطلق من حقيقة أنه لا يزال رئيسا للجمهورية الشيشانية".
وفي مقطع فيديو نشره عبر حسابه بتطبيق "تلغرام، السبت، قال الزعيم الشيشاني أنه يستحق "إجازة غير محددة ومطوّلة"، ما أثار تساؤلات حول ما إن كان بالفعل يفكر بترك منصبه أو "إن كان يحاول الحصول على معروف من الكرملين"، وفقا لما نقله موقع "إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي".
و"بقبضة حديدية" حكم قديروف، 45 عاما، الجمهورية الشيشانية منذ عام 2007، وتعد أطول فترة حكم أمضاها أي زعيم في كيان تابع للاتحاد الروسي، وفقا للموقع.
وفي الفيديو قال قديروف: "أدركت أنني جلست في منصبي لفترة طويلة"، وأضاف ضاحكا "أعتقد أن وقتي حان (لترك المنصب)".
ويعد الزعيم الشيشاني مقربا لبوتين، إذ تجمعهما لقاءات مكررة، آخرها كان في الخامس من أغسطس الماضي في مدينة سوتشي.
وذكر الموقع أن الزعيم الشيشاني كان قد أصدر تعليقات شبيهة في السابق، إلا أنه ظل في منصبه، ما يستدعي تساؤلات حول نواياه الحقيقية في كل مرة.
وقال الخبير في شؤون القوقاز والمرشح للدكتوراه في مركز "جوهان سكايت" للدراسات السياسية بإستونيا، إيفان كلايزيز، لموقع "راديو ليبرتي": "تساورني الشكوك، فهو (قديروف) صدرت عنه تصريحات كتلك في الماضي.. وتأتي عادة عندما يريد أن يحقق له بوتين أمرا ما، على الأقل تقدير علني لدعمه".
لكن الموقع نقل عن محللين أن توقيت هذه الدعوة الأخيرة من الزعيم الشيشاني، تعد "غير معتادة" لأنها تأتي تزامنا مع أكبر حرب شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أي الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وقد لعب قديروف والمقاتلون الشيشان التابعين له، دورا هاما في الحرب التي تشنها موسكو على كييف منذ فبراير الماضي. وذكر الموقع أن قواته ألحقت بهم خسائر جسيمة على أرض المعارك.
ونقل "راديو ليبرتي" عن أنتون برباشين، رئيس تحرير منصة "Riddle Russia" التحليلية إن توقيت خطاب قديروف "غريب"، مضيفا أن إعلانه "يتناقض مع الشعور العام في روسيا الآن، فرسالة النظام بأسره تكمن في 'الثبات'" بسبب الحرب على أوكرانيا.
وأكد برباشين أنه "إن صح ما قاله قديروف وإن كان سيتقاعد طوعيا، فإنها ستكون سابقة، أمر لم يتوقعه أحد على الإطلاق".
وعبر قناته على تطبيق تلغرام، أشاد الزعيم الشيشاني بمقاتليه الذين عرض لقطات لهم وهم يطلقون النار في كل مكان، ولأسرى أوكرانيين راكعين بنظرات هائمة، أو يتم جرهم وسط جثث من قبل أفراد الميليشيا السيئة السمعة التابعة له المنتشرة إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقديروف ابن انفصالي شيشاني أصبح مواليا للروس. وهو يتمتع بحماية بوتين ويتهم باستمرار بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.
وقد ظهر بنفسه في منتصف مارس في صورة وسط نحو ثلاثين رجلا مسلحا في موقع قال إنه في مدينة ماريوبول الأوكرانية.
في بداية الحرب على كييف، عندما كان بوتين يعول على إطاحة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بسرعة، أشيع أن قوات قديروف مكلفة قتله.
وتوعد قديروف زيلينسكي بأنه سيصبح "الرئيس السابق لأوكرانيا" قريبا.
وفي الصفوف المقابلة، يقاتل شيشان إلى جانب القوات الأوكرانية،
ومن بين هؤلاء، أحفاد وأبناء لمقاتلين ضد الروس في حربين وحشيتين خاضوها للحصول على استقلال الشيشان، وهو ما لم يتحقق.
وتركت الهجمات الجوية الروسية على العاصمة غروزني قبل ربع قرن كل مبنى تقريبا في حالة خراب. ووصفتها الأمم المتحدة لاحقا بأنها "المدينة الأكثر دمارا على وجه الأرض".
ونصب بوتين، قديروف، في عام 2007، ليقود الشيشان خلفا لوالده الذي تعرض إلى الاغتيال.
وأعادت موسكو فرض الحكم المباشر على الشيشان، في عام 2000، لكن الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا حاليا وآخرين لم يستسلموا. وعلى مدى سنوات، أداروا عمليات تمرد ضد القوات الشيشانية الموالية لروسيا.