زاد الاردن الاخباري -
تسببت الشرطة الليتوانية في ”تعكير“ مزاج لاجئ عراقي بعد أن ألقت القبض عليه حين اختراقه الحدود بنجاح، لتقوم بنقله إلى مخيم الاحتجاز بعد تعنيفه وإهانته في معاملة غير إنسانية تنتهك فيها حقوق اللاجئين.
وعلى رغم المعاناة المريرة التي واجهها في رحلته، لا يخفي كاظم، 17 عاما، فرحه بوصوله إلى حلمه الأوروبي، وتخلصه من واقع أكثر قتامة في بلده.
ونقل كاظم، في حديثه لقناة ”black box“ على موقع ”يوتيوب“، تفاصيل رحلته منذ مغادرته بغداد وصولا إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا ثم دخوله إلى ليتوانيا عبر الحدود، كما وثقها بالفيديو لتكون شاهدا على معاناة المئات من اللاجئين فيما يعرف بـ”طريق الهجرة الجديد“.
يقول كاظم، الذي غادر وطنه بدعم من عائلته: ”كنت أفكر دائما في الهجرة بعمر 14 سنة.. أريد مستقبلا وحياة غير متوفرة في العراق.. لا حقوق ولا خدمات.. حتى المريض في بلدنا يقتلوه“.
وحاول كاظم في البداية التوجه نحو تركيا لعبورها نحو اليونان ثم أوروبا لكن لم تقبل السفارة منحه فيزا لدخولها في أربع مرات متتالية، لتصله أنباء عن طريق الهجرة الجديد، ويقرر إثرها الذهاب إلى بيلاروسيا في رحلة كلفته نحو 800 دولار.
ويتدفق اللاجئون من دول الشرق الأوسط في الأعوام الأخيرة نحو بيلاروسيا، لتكون نقطة انطلاقهم نحو بولندا وليتوانيا، اللتين ترفضان السماح لهم بعبور حدودها.
ويشرح كاظم: ”كانت بيلاروسيا أول خطوة لي نحو أوروبا، وفي الفندق اتفقت مع مجموعة من الأشخاص على عبور المنطقة الحدودية لدخول ليتوانيا“.
ويضيف: ”أجرنا تاكسي وانقسمنا إلى مجموعتين، كل مجموعة في سيارة تاكسي ووصلنا بالفعل الحدود والغابات المحيطة بها“.
وبقي كاظم ورفاقه يمشون ساعات طويلة في الغابات بالاستعانة بـ“جي.بي.أس“، فيما يرسلون نقطة تواجدهم إلى المجموعة الأولى التي سبقتهم حتى تلتحق بهم.
ويتابع: ”شعرنا بالخوف، كنا حذرين من الشرطة.. ظللنا نمشي ساعات طويلة حتى تمكنا من عبور السياج الأخضر ما بين بيلاروسيا وليتوانيا“.
وواصل كاظم المشي عابرا الغابات الكثيفة، وكان يستمع لأصوات ضباط الجيش البيلاروسي، حيث كانوا قريبين منه، ما يعني سيناريو العودة إلى مينسك أو دخوله إلى السجن وارد بقوة.
لكن بالرغم من المخاطر والمخاوف، تمكن كاظم من عبور الحدود ودخول ليتوانيا.
ويسرد: ”بعد عبورنا الحدود رأينا كاميرات المراقبة منتشرة، لذلك قررنا الصعود إلى مكان عالٍ في تلك المنطقة تجنبا للشرطة“.
وحدث ما كان متوقعا، حيث نجحت الشرطة الليتوانية في التقاطهم، وألقت القبض عليهم بعد أن تمكنوا من اجتياز الحدود، لتنغص عليهم فرحتهم.
ويؤكد كاظم تعرضه ورفاقه للضرب المبرح، حيث طرحتهم الشرطة أرضا وأطلقت عليهم الكلاب.
ويقول: ”كانت الشرطة تسألنا ماذا تفعلون هنا، لماذا تتركون بلدكم؟ لا يدرون أي معاناة نعيشها“.
ويكشف كاظم، الذي وقع سجنه مع المجرمين، وقد ساءت حالته النفسية هناك، ”حجم الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاجئون في ليتوانيا“.
ويبين أن الإهانة التي تعرض لها من قبل الشرطة التي وضعت المسدس على رأسه كانت من أخطر مراحل رحلته.
وتعرض كاظم للإصابة أيضا في أحد رجليه بعد أن عضته الكلاب، لكن الشرطة رفضت نقله إلى المستشفى، ويتواجد حاليا في مخيم اللاجئين.
ويعلق: ”شعرت بالاختناق حينها، لكن لم أتلقَ أي مساعدة“.
وبضحكات تخبئ كثيرا من الحزن يختم كاظم حديثه: ”رغم كل شيء، فرحة الوصول لا توصف، أشعر أنني حققت أول خطوة نحو حياتي هنا في أوروبا“.