قبل ثلاثة سنوات وبعد أن دمرت البورصة بيوت الوف الاردنين ارتفع صوت الشعب مطالب الحكوم بالتدخل لإنقاضة من طمعه الذي لم يستطع أن يسيطر عليه ، فأعماه الطمع واصبح يؤمن بأن الحياة قمره وربيع وأنه قادر ومن خلال الضحك على نفسه من تحقيق ارباح شهرية تتجاوز 30% ، وعندما تدخلت الحكومة طالب هذا المواطن من الحكومة أن تسرع في استرجاع نقوده التي قامر بها ، مستند على أنها كحكومة من واجبها أن تحمي حالات الطمع التي يمر بها هذا المواطن .
ومن محاسن الصدف في هذا الشهر الفضيل أن تصادفة بداياته مع استلام الرواتب وجيبة المواطن ممتلئه ، وحرصا منه على القيام بالواجبات الاجتماعية بأسرع وقت ممكن وقبل أن ينتهي هذا الراتب تجده لايبالي بكل الاصوات التي تنادي بالحرص على الانفاق والتدقيق في اسعار المواد الغذائية ، وخصوصا اللحمة التي تعتبر جزء رئيسيا من أكلة المنسف عند العزائم للأقارب والاحباب ، ليس هناك مشكلة في السعر لأن الجيبة عمرانه والشهر لسه في أوله .
فكل الاصوات التي تصدر عن جمعية حماية المستهلك ستذهب ادراج الرياح ، فكيف يقاطع المواطن اللحوم الحمراء لمدة اسبوع وأول ايام رمضان والجيب عمران ، وهذه المواطن نسي أن الشهر بقي منه الشيء الكثير من الايام والجيبه ستفرغ في النهاية وبسرعة ، وعندها ستعود حلمية لعادتها القديمة ، وسيرتفع صوت هذا المواطن مطالب الحكومة بالتدخل ومنع ارتفاع الاسعار ، وينسى هذا المواطن اللحوم الحمراء وكم دفع من جيبه فروق رفع الاسعار بعد أن باع التجار كل ما لديهم وحققوا الربح الذي يريدون من جيب هذا المواطن .
وفي الثلث الاول من الشهر سيرتفع صوته مطالبا الحكومة بالتدخل والسيطرة على اسعار اللحوم البيضاء والسمك ، وفي الثلث الثاني من الشهر سيرتفع صوته مطالبا الحكومة بالسيطرة على اسعار البندورة والخيار والبضل والبطاطا ، وفي الثلث الاخير من الشهر سيرتفع صوته مطالبا الحكومة بالسيطرة على اسعار الجرجير والبصل الاخضر والملفوف والبقدونس وبقية حشائش الارض .
وسيعيد هذا المواطن نفس العملية في بقايا الثلث الاخير وبعد استلام الراتب وسيدلع نفسه بعد فترة من القتال مع كل ذبان وجهه وذبان وجه الحكومة ، وينسى هذا المواطن الكريم أن بعد الصوم يوجد عيد وبعد العيد توجد مدارس ، فهل نعيد الكرة مرة أخرى وتكون الحكومة هي المسؤول الوحيد عن أزماتنا المالية داخل بيوتنا ، ونقول كلمتنا المعهودة أن الحق على الحكومة ومن واجبها علينا أن توفر لنا الحماية من انفسنا ؟