لأول مرّة يرد حزب البعث العراقي على أحمدي نجاد وبهذه الحدة في قناة «العربية»، وكأن الدنيا لم تنقلب بعد الغزو الأميركي، فبعث دمشق كما يبدو ليس ملزماً بالعلاقات السورية – الإيرانية، وقد شمل رد البعثيين من دمشق كل جماعة طهران، من حزب الدعوة إلى المجلس الأعلى، إلى بقيّة الذين «جاؤوا على الدبابات الأميركية، وحسبوا ان اجتثاث البعث سيكون بهذه السهولة»!!.
هذا نفس مختلف، مع ان البعثيين العراقيين في سورية ليسوا من جماعة الدوري نائب الرئيس صدام، وقائد مجموعات المقاومة المؤتلفة، والتيارات الإسلامية المجاهدة. وهو نفس قد لا يكون ينسحب على موقف دمشق من تحالفها مع إيران، فلا تغيير في هذا الموقف، لكن التغيير هو إعطاء الحرية لحزب البعث العراقي ليقول رأيه في العملية السياسية، وفي تدخلات طهران في الشؤون العراقية قبل الانتخابات بأسابيع!!.
لا شيء يجعل بعثيي العراق يقبلون شتائم أحمدي نجاد، واتهامه للنظام البعثي بأنه «عميل للأميركان»، فالعميل الحقيقي هو الذي يطاطئ رأسه للاحتلال الأميركي، ويتعاون معه، ويصطف مع الجيش الأميركي في ذبح المقاومة وفي تدمير كيان الدولة العراقية، فقد ثبت لكل بصير في العراق، أن ما فعله الأميركان تجاوز الاطاحة «بنظام صدام حسين» إلى الإطاحة بالكيان السياسي للدولة العراقية!!.
لا يراهن أحد على تغيير في العلاقة السورية مع إيران، لكن من المؤكد أن دمشق تقف بقوة وراء البعثيين، أو بعثيي الجناح السوري، وقد يكون ذلك ردّاً متأخراً على اتهامات حكومة المالكي لسورية أو لبعثيي سورية بأنهم وراء الانفجارات العنيفة التي طالت وزارتي الخارجية والعدل، وقيادات الأمن ومعسكرات الجيش، وهي الانفجارات التي اسقطت حماس حكومة المالكي لرفع شعار «دولة القانون»، للدخول بها إلى الانتخابات القادمة!!.
والسؤال: هل يجد بعثيو سورية أنهم في خندق المقاومة ذاته الذي يقوده عزة إبراهيم الدوري؟!. لماذا لا وهو الحزب الذي يقف وحيداً إلاّ من حلفائه في الداخل في مقاومة الاحتلال؟!.