خيانات المثقفين العرب
عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الخميس 4/8/11 م ...
وللمرة الألف نقول ونؤكد ... قد نتفق أو نختلف مع النظام في سورية ... بل قد اتفقنا واختلفنا في مراحل كثيرة سابقة ... ولكن من المعيب أن نضيع بوصلة الوعي العربي لما يجري ولما يحاك ضد سورية ( أرضا وشعبا ونظاما ) ... أول أمس ( الثلاثاء ) ، ثاني أيام شهر الصيام ، اعتصمت مجموعة من الناس مقابل السفارة السورية في عمان ... شجبوا وأدانوا وهتفوا وهللوا وكبروا ... وفعلوا كل ذلك وهم تحت تأثير ما يشبه التنويم المغناطيسي ... تحت تأصير البروبوغاندا المتصهينة والدعاية المضللة لقنوات تلفزيونية ناطقة بالعربية ، لكنها رضيت لنفسها أن تكون بوقا للنفخ لمصلحة المعسكر المعادي لسورية وشعبها ... كنت أتمنى أن أرى من اعتصم قرب السفارة السورية في أحد الإعتصامات الأسبوعية ضد وجود السفارة الصهيونية في الرابية ... وهي أكثر من 70 اعتصاما يقوم بها فعاليات شعبية أردنية منذ أكثر من عام ونصف ...
لا أدري كيف تنطلي أكاذيب المتآمرين على سورية وشعبها بهذه البساطة على من يحاول إقناع نفسه والآخرين أن ما يجري هو ثورة ، أو انتفاضة !!! ... كيف تكون ثورة أو انتفاضة على النظام ، وهي ليست أكثر من مؤامرة دنيئة اشتركت بها وأخرجتها وأنتجتها دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية ودول الإتحاد الأوروبي والرجعيات النفطية العربية ؟
وأنا هنا لا أتهم المتظاهرين البسطاء من أبناء الشعب السوري العظيم ... فهؤلاء معهم كل الحق في أن يتظاهروا مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ... وقد قام النظام بما هو مطلوب منه وأكثر على هذا الصعيد ... ولكني أتهم من يجند هؤلاء البسطاء ليكونوا وقودا للمؤامرة ... أتهم أمريكا والكيان الصهيوني والرجعيات النفطية الخليجية ودول الإتحاد الأوروبي بما فيها تركيا ، وأتهم قطعان التكفيريين والظلاميين ومن يقتلون أبناء سورية باسم الدين ... وكل هذا في كفة ... !!!ا
وفي الكفة الأخرى ... هناك المثقفون العرب !!ا
وأعني ، مثقفي اليسار القومي والماركسي ... أين هم مما يجري في سورية ؟ ولم هذا الصمت القاتل ؟ ماذا ينتظر هؤلاء المثقفون ليعلنوا الموقف الذي يقف بقوة وصلابة الى جانب سورية ؟ ولماذا يخون ( بعضهم ) سورية وشعبها بهذا الشكل السافر والسافل والمعيب والمخزي ؟ كيف أستطيع أن أفهم موقفا لحزب أو لتنظيم أو لشخص يدعي اليسارية والماركسية ولا يقف الى جانب نظام يتحدى بوجوده كل الأنظمة الرجعية والجماعات الظلامية ؟ ... فلننقد النظام السوري كما نشاء ... فرجال النظام ليسوا من صنف الملائكة .. نعم ، للنظام أخطاؤه وللنظام إخفاقاته المتعددة الوجوه ... ولكنها سورية أيها المثقفون الأدعياء ... إنها سورية أيها الرفاق الكاذبون ... إنها أمنا سورية التي إن هوت ، هوينا جميعا بمقاوماتنا وممانعتنا وتصدينا لأعداء شعوبنا العربية ... فهل من يسمع!!؟
عاطف زيد الكيلاني
atef.kelani@yahoo.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
رئيس تحرير " الأردن العربي "ا
www.arabjo.net
عضو الأمانة العامة لحركة اليسار الإجتماعي الأردني
00962777776178
00962785094409