زاد الاردن الاخباري -
اتهمت الخرطوم أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيرش الثلاثاء، بإرباك المشهد السياسي في السودان بعد تقرير له انتقد فيه العنف ضد المتظاهرين ودعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان للانسحاب من الحياة السياسية في البلاد.
وجاء الاتهام على لسان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس خلال جلسة لمجلس الامن خصصت لمناقشة تقرير غوتيرش حول أنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس".
وفي تقريره، طالب غوتيريش الفريق البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بـ"الانسحاب" من المشهد السياسي، وتنفيذ الالتزامات التي قطعاها في يوليو/ تموز الماضي لإفساح المجال أمام القوى المدنية للاتفاق على تشكيل الحكومة.
كما ندد الامين العام للمتحدة باستخدام "الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية ضد الاحتجاجات السلمية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا ومصابين".
ومن جانبه، وصف المندوب السوداني السفير الحارث إدريس تقرير غوتيرش بأنه قد "جانبه الصواب في كثير من فقراته"،مضيفا إن "بناء السلام في بلادي يتطلب حيادا سياسيا والتخلي عن الأهواء حتى لا يتم إرباك المشهد السياسي ويتأخر التوصل إلى وفاق".
وتابع ادريس أن "البرهان أعلن بالفعل انسحابه من المشهد السياسي لإفساح المجال للقوى الثورية والمدنية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة".
وقال ان البرهان "أكد حينها أنه بعد تشكيل الحكومة سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يكون مسؤولا عن شؤون الأمن والدفاع، مثل كل المهام المعروفة للقوات المسلحة في جميع البلدان"، وفق إدريس.
تقرير عدمي
وقال المندوب السوداني ان "هذا التقرير يبدو عدميا حيث يتحدث فقط عن المصابين والقتلى في المظاهرات ولا يشير إلى الضحايا في الجانب الشرطي ولا يستمد معلوماته من المصادر الأساسية مثل النيابة العامة".
واستطرد: "كما يحصر التقرير كل مهام البعثة الأممية في عملية الانتقال السياسي ويتجاهل الأهداف الأخرى مثل تنفيذ اتفاق سلام جوبا (لعام 2020)".
وناشد إدريس أعضاء المجلس (15 دولة) والمانحين الدوليين تقديم الدعم المالي والإنساني لمساعدة السودان على تجاوز أزمته الحالية.
ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، احتجاجات تطالب بحكم مدني ديمقراطي وترفض إجراءات استثنائية فرضها رئيس المجلس الانتقالي قائد الجيش البرهان، وتعتبرها "انقلابا عسكريا".
بينما قال البرهان، في أكثر من مناسبة، إن إجراءاته ليست انقلابا، وإنما تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، ووعد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وقبل تلك الإجراءات، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/ آب 2019 مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم السلطة خلالها كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.