من يومين مصدوم، وكل صلاة ووقت عبادة ادعوا الله بالرحمة والشفاء لموتى ومصابي عمارتي اللويبدة.
اكتفيت بالصمت، وكتبت كم منشور على الفيسبوك، واشعر بالخوف والرعب، وبت قلقا من كلمات : انهيار ونزوح، وتهجير اجباري لمواطنين داخل وطنهم .
وماذا يعني ان تكون بلا بيت؟ وماذا يعني ان تتحول في لحظة الى مشرد، وماذا يعني ان سقف السماء ينهار وينزلق، وتنام في العري وتفقد ابسط حقوقك في الماوى والسكن الكريم، والكلمة الاخيرة متهمة، وسجلها وتاريخها مشع بالسواد السياسي.
وما شدني في متابعة عمارتي اللويبدة، رجال الامن والدفاع المدني الاشاوس.
و عمليات الانقاذ، ازالة الانقاض، والتعامل بمهنية وحرفية مع حادث الانهيار.
وغوص رجال الدفاع المدني الى الانقاض المتراكمة، واخراج الجثث، وانقاذ العشرات من المحاصرين.
مشاهد معبرة وصور قوية، وتضعنا امام ذكاء من ركزوا سنوات على تجهيز الدفاع المدني بهذه الحرفية والجندية العظيمة.
و تزويده باجهزة حديثة ومتقدمة ومطورة ، فنحن قد لا نعرف مسؤولياته بتفرعاتها وحرفيتها من انقاذ وازالة الانقاض، واستعمال وسائل انقاذ امنة، والاسعاف الاولي، ومكافحة توسع الانهيار والسلامة العامة، وكل ما لا نستطيع انجازه من مهمام، وفي الصدارة الحفاظ على الحياة.
صورة رجال الامن والدفاع المدني وعمليات انقاذ ارواح مصابي الحادث، تقوي ثقة الاردنيين بدولتهم ومؤسساتهم، وحتى لا نظلم احدا، رجال الامن العام والدفاع المدني قضوا 36 ساعة متواصلة في عمليات الانقاذ والاجلاء، وانا اكتب هذه السطور مازالوا قائمين بواجبهم الوطني الانساني.
في هذه اللحظة القاسية والمؤلمة، فلا بد من القول كلمة شكرا لقامات كبرى مرت على ادارة الدفاع المدني واستفاد الجهاز من خبراتهم من الباشا مصطفى البزايعة، والى حسين الحواتمة، والى الباشا انور الطراونة، والى الباشا حاتم يعقوب جابر المدير الحالي للدفاع المدني.
و لعل كثيرا من ضباط الامن والدفاع المدني حملوا الامانة باخلاص ومسؤولية، وعرفوا كيف يعلمون ويدربون افواجا من الضباط وضباط الصف، وكيف يكونون قدوة في العمل وينفذون الواجب بامانة واخلاص، ولعهم الذخر الوطني الذي لا ينضب.
نشكر الله، ونشكر الله الذي يجعلنا اكثر ثقة في قوة بلادنا ومؤسساتنا، وايماننا بانفسنا، والايمان بان الاردن قوي ومقاوم للكوارث الطبيعية والسياسية، وان الاردنيين صابرون وجلدهم وريم، فحمى الله الاردن دولة وشعبا.