إلى كل إنسان عربي شريف مسلم ذو عقل رشيد, ساءني مؤخرا ما نسمعه أو نشاهده من أحداث , فمنها السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي وكلها تصب في رصيد الأعداء ولا تخدم امتنا العربية الإسلامية بشيء على العكس نكون أمام الله بمظهر المقصر الظالم وأمام العالم كله بمظهر المسيء الإرهابي الذي يبغي الفساد في الأرض, وأمام أنفسنا بالنذالة والذلة والخضوع .
ومن الذي فاجأني وابهرني ومن بين ظهرانينا الاعتراضات التي قيلت على بعض الدعاة المسلمين ومنهم العريفي والقرضاوي وغيرهم فكلمة الحق أصبحت في هذا الزمن باطلا,.وأكثر ما يهوي بالإنسان إلى قعر الجحيم لسانه- فالدين النصيحة - فلا تأخذكم الحمية والمغالاة في الاتهام.
فالإسلام دين العقل والعلم ، والإرادة ، وليس دين الإكراه والجبر فالإسلام شرع الجهاد بثلاث حالات أولها الدفاع ، وليس للهجوم ، لأنه مرتبط ببيان سبب الإذن بالقتال ، وهو الظلم والإخراج من الديار لإيمانهم بالله سبحانه .. (أذن للذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير * الذين اُخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربّنا الله.. ) الحج /39 ـ 40.
ثانيا نمط من أنماط الإعلام الحربي، والحرب النفسية ضدّ العدو، ومهمتها تعبوية، ورفع الروح المعنوية مثل: (يا أيُّها النبي حرض المؤمنين على القتال ) الأنفال / 65.
ثالثا الأسباب الموجبة للقتال فالجهاد لم يشرّع للانتقام والتسلط والعدوان والإرهاب، بل شرع للدفاع ومواجهة الظلم والطاغوت والعدوان ونصرة الحق والمستضعفين قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين.. ) البقرة / 190 ـ 193.
يجب قتال مَن يفتن المسلمين عن دينهم، ويعمل على إخراجهم من دينهم بالإغراء والإرهاب، أو غير ذلك. جاء بيان هذا السبب في قوله تعالى: (والفتنة أكبر من القتل ) البقرة / 217.
يجب قتال من يخطط ويهيئ لقتال المسلمين للقضاء على الإسلام ، وردّ المسلمين عن دينهم ، سواء باشر هذا القتال أو أعدَّ له .. قال تعالى : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا .. ) البقرة / 217.
وكل ما ذكر موجود إن لم يكن بالعلن فهو بالخفاء ومن داخل الإسلام نفسه متخذين الإسلام ستار وما هم بمسلمين وله أيدٍ تسعى بتطبيقه وتنفيذه ومعظمنا له غافلون.
هذا توضيح بسيط لمعنى الجهاد الذي يجهله معظمنا والمسألة هنا ليست القدح فيما بيننا ولكنه موضوع اشمل و أعظم إنما هو مسألة التوحيد بالله واليقين بقدرته - وهذا ما نفتقده في هذا الزمان ولو أن كل إنسان تفكر ولو للحظة بسبب تراجع امتنا الإسلامية والعربية إلى آخر المصافي لعلم أن ترك ما تنصص عليه شريعتنا والدعوة للحق هي من أسباب هذا التأخر-فللأسف الدنيا اكبر همنا ولا مجال لدينا للاطلاع على الحقيقة من ديون ومعتقلين ومجاعة وحصار وهموم فلم لا يقوم كل منا بإصلاح نفسه حتى لا تعود لهذه المشاكل التي ذكرت لها وجود فاليد الواحدة لا تصفق وكل منا له دور في الإصلاح فالأولى لنا أن نقول كلمة حق وكلمة سواء في زمن اعتاد الناس فيه على الأخذ بالقشور والتدليس للوصول إلى أمور باطلة - وما كان من الدعاة إلا مخاطبة النفوس والقلوب التي اعتراها الصدأ والصدّ عن الله , محاولة تصحيح بعض المفاهيم الأصولية بالعقيدة الإسلامية التي أصبحت المفهومية لدى معظمنا لا تتعدى حدود النظر(ضيقي الأفق) , فهدف العدو أولا وأخيرا هو زحزحة العقول النيرة عن الحق برمي الشبهات والكذب والبهتان ... وهذا الهدف خطير جدا ويتمثل فيما يلي :
أولا / إشغال الخصم بالدفاع عن ذاته وتركه الدفاع عن الحقيقة !
ثانيا / صرف أتباعهم من التأثر به لأن سمعته - في ظنهم - تشوهت وعلى ذلك يصبح غير جدير بالاحترام والتقدير.
ثالثا / أن إطلاق الإشاعات أسهل طريقة لوأد الخصوم في مهدهم، فبدلا من المناظرة والجدال المتعب والمرهق بل والخاسر معه دائما... تطلق إشاعة صغيرة ولكنها فتاكة !
رابعا / أن أسلوبهم هذا في أشارة تهديد وإرهاب فكري لكل من تسول له نفسه الإقدام على تبصير وتنوير الأتباع !
أما من ناحية ما يجري سياسيا ودوليا لأمة العروبة والإسلام فحدّث ولا حرج باختصار ما هي إلا سياسات مرسومة مسبقة ممن يملكون زمام الأمور العظام من ثروات وأسلحة ولا يختلف عاقلان بان معظم ثرواتهم من بلاد العرب المنهوبة سواء بالرضي (الخليج) أم بالجبر كما هو الحال في العراق فهم من يرسمون سياساتنا الخارجية والداخلية المتوارثة المتكررة التي لا تنهض بالدولة إلى الرقي بل النهوض يكون لفئات قليلة من أهلها ونحن مجرد سلطة تنفيذية لا أكثر(سمعنا واطعنا) وإذا حاولت أي دولة التمرد ووضع سياستها الخاصة انقلب السحر على الساحر وحدث إما انقلاب أو بلبلة تزعزع الوضع كله وظهور الملفات المخزية التي بحوزتهم كأسلوب هجومي أخير , وتناسينا القضية الأكبر التي تشغل كل عقل شريف \"فلسطين \" وما يحدث فيها وانقلاب الدفة عليها بعد أن كانت ولو بالظاهر لها –فأصبحت كالشاة الذبيحة التي انغرس بها أكثر من خنجر وكانت الضربة القاضية من أبناء جلدتها وأبناء عمومتها العرب ويا للاسف.
ونكون بهذا قد وصلنا إلى وضع لا يعجبنا ونظل نستنكر ونشجب ولا حياة فيمن تنادي ,فلم يتبق لنا إلا أن نقول كما قال بنو إسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام \" قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون !!!, وفي قول آخر \" لن نؤمن لك حتى ترينا الله جهرة\" والعياذ بالله.
وهنا اذكر سادتي الكرام بأنه لابد لنا نحن أصحاب الدين الحق وسلالة آل البيت وأحفاد الصحابة الكرام بوجوب إسدال العقال العربي المسلم على وجوهنا وإخفاء الفكر الصحيح وعدم إظهاره والتزام البيوت كالنساء والجواري حتى لا نغضب أولياء نعمتنا العم سام وعملائه وإلا ......
استعاضة عن \" كشف اللثام عن وجوه اللئام \" يكون \" شد اللجام على وجوه الكرام\".