زاد الاردن الاخباري -
خاص - شيريل احمد:
أظهرت دراسة نيوزلندية من جامعة اتاجو شملت 18,000 بالغ من 10 بلدان مختلفة - منها الولايات المتحدة، المانيا، فرنسا، ايطاليا، اليابان والمكسيك - ان صعوبات مرحلة الطفولة وراء الاصابة بالمشاكل الصحية عند الكبر بغض النظر عن الجنس.
فمن تعرّض في طفولته الى سوء المعاملة او فقد احد والديه او عانى احدهما من الادمان على الكحول اوالمخدرات، يزداد لديهم خطر الاصابة بـالامراض المزمنة لاحقا مثل امراض القلب و التهاب المفاصل والربو والسكري والصداع المزمن والام الظهر. اذ اظهرت النتائج والمسجلة في ارشيف الطب النفسي العام ان من عانى من ثلاث تجارب مؤلمة في صغره تزداد احتمالية اصابته باحد تلك الامراض بمقدار الضعف.
كما ان اولئك ممن عانوا من القلق والاكتئاب وغيرها من المشاكل النفسية - كالهلع والصدمات الشديدة - قبل بلوغهم سن 21، يزداد لديهم خطر الاصابة بتلك الامراض بنسبة 43-66% عن غيرهم. وتقول قائدة فريق الدراسة كايت سكوت الاستاذة المشاركة في علم النفس: (ان جميع الخبرات والتجارب السلبية التي يعيشها الاطفال من شانها ان تؤثر على سلوكهم وطريقة عيشهم لاحقا، كالتدخين ومعاقرة الخمر او الشراهة في الاكل. اذ انها طريقتهم في التعامل مع تلك الذكريات المؤلمة). واضافت ان نفس الشئ يحصل لحالات الاكتئاب وغيرها من الحالات النفسية، اذ يلجأ المصابين الى التدخين او الكحول كنوع من العلاج الذاتي. كما ان تلك الحالات النفسية الشديدة منها ستؤدي الى الاصابة بالامراض المزمنة. وفي تفسير ذلك، تقول سكوت ان الجسم يفرز هرمونات معينة عند التوتر كالادرينالين و الكورتيزول (هرمونات التوتر) وهو امر طبيعي ان كانت حالة التوتر مؤقتة، اما ان استمرت لمدة طويلة بسبب استمرار سوء المعاملة على سبيل المثال، سيستمر الجسم بافرازها مما يسبب مضاعفات صحية سيئة.
وفي النهاية، تقول سكوت ان الصحة العقلية مهمة جدا تماما كالنمو وصحة الجسد، وعليه فانها تنصح ممن يعاني من المشاكل المستمرة والازمات بمعالجة المختصين في الصحة العقلية للعلاج.