قبل ايام قليلة فقط كنت قد كتبت متسائلا عن اموال الثورة الفلسطينية ، واين ذهبت واين تذهب ، وغضب من الكلام "الثورجية" الذين هلكوا اعصابنا بالكلام "الفوق وطني" على حد تعبير زميلنا الاستاذ عريب الرنتاوي.
فضيحة الشريط الجنسي لمسؤول فلسطيني ، وفضيحة الاموال المنهوبة التي فجرتها وسيلة اعلام اسرائيلية ، على يد ضابط امن سابق ، لها اهدافها الاسرائيلية بالطبع ، ولااحد ينكر ان لاسرائيل اهدافها من هذا التسريب والنشر ، غير ان لا احد يستطيع ان ينكر المعلومات التي تم تسريبها ، وتسريبها من عدوك لايعني بالضرورة ان المعلومات كاذبة ، وان كنا نعرف الدوافع لكننا لانشكك بالمعلومات حتى الان ، لان الشعب الفلسطيني يتم جمع المليارات على ظهره ، لكنه ينام جائعا اخر النهار في الضفة وغزة.
الاستخلاص الاذكى الذي اورده الزميل الرنتاوي البارحة كان سؤاله كم مسؤول اخر تم اسقاطه في افلام جنسية او وثائق مالية ، وتم التستر عليه ، مقابل صفقات كثيرة تتعلق بالاداء ، والدور ، وغير ذلك من قضايا.كم مسؤول من حركة فتح تم اسقاطه في قضايا كثيرة ، فيأخذ الارض اليوم منبطحا ويسكت على ذبح غزة ، وعلى هدم المسجد الاقصى ، وبرفض انتفاضة ثالثة ، ويرفض حتى ان يعطس في وجه اسرائيل.هل نستطيع ان نربط سقوط كثرة في افخاخ امنية اسرائيلية اخلاقية ومالية ، وبين الاداء الضعيف والجبان والخائف لعدد لابأس به ، من اصحاب الاصوات الضعيفة ، الاستخلاص خطير ، وقد لايكون سرا ، فالحصول على بطاقة مرور عبر الحواجز في الضفة لها ثمنها المعلوم ، ويبقى السؤال ماذا تبقى من مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية ، وماذا تبقى من مشروع الدولة الفلسطينية على يد هؤلاء ، تحديدا ، وماذا تبقى من عنوان المفاوضات التي يقودها في حالات كثيرة اناس تم اسقاطهم امنيا في الفراش ، او عبر وثائق مالية ، ونهب مالي منظم لشعب مسكين ، تكاثرت عليه السكاكين من كل الجهات.
بلا شك ان الضابط السابق من جهة اخرى ليس بريئا ، فكيف يقبل على نفسه كشف هذه المعلومات عبر قناة اسرائيلية ، وكيف يخرج بكل وقاحة ايضا ليتباهى بأعمال المخابرات التي بدلا من مراقبة العدو ، تقوم بالتجسس واسقاط مسؤولين فلسطينيين ، وربما بيع هذه المعلومات الى اطراف اقليمية.هذا هو السؤال.لاتختلف جريمة الاحتلال ، عن جريمة من يدعي انه ضد الاحتلال لكنه يخرج عبر قناة الاحتلال ليفجر فضيحة اخلاقية ومالية.الكل سواء.الاحتلال وسلطته في الضفة التي عذبت الشرفاء والاحرار ، باسم فلسطين ، فيما هي تخدم العدو في المحصلة.الكل سواء ، ولا..خير يرتجى من هذه العصابات التي شوهت سمعة الشعب الفلسطيني ، وسببت له ازمات ثقة في كل مكان ، وانتقلوا مثل الطاعون من بلد الى بلد ، حتى استقر المقام بهم سلطة بيد الاحتلال على ارض فلسطين العظيمة والمغتصبة ، بعد ان سلموا ثلاثة ارباعها لمغتصبها ، واعترفوا بحق اسرائيل في اغتصابها ، دون ان يستشير اهلها احدا في هذه البيعة المخزية.
لا..فرق بين من وقع في الفضيحة وبين من كشفها ، وبين من بثها على الهواء ، فجميعهم يتآمرون ضد فلسطين وشعبها ، بطرق مختلفة ، ولعل المخفي اخطر واعظم........ثم يأتون ليسألوا عن سر فوز حماس في غزة والضفة ذات انتخابات ، والسر واضح جدا.
فلسطين....لك الله فقط ، ثم الشرفاء.
mtair@addustour.com.jo