في ظل ما تشهده الكره الأرضية من تغيرات وتقلبات مناخية والتي نتجت عنها العديد من الكوارث الطبيعية كالسيول والأعاصير والبراكين والزلازل وكذلك الجفاف والفقر والمجاعة، وبالإضافة إلى الكوارث التي تحدث بصنع البشر كالحروب و الحرائق وما إلى ذلك، فإن الهدف والعامل الرئيسي للتعامل مع هذه الكوارث هو حماية الأرواح والممتلكات. لذلك نتيجة الدمار الهائل الذي تخلفه هذه الكوارث بشقيها يصبح التركيز والهاجس الأكبر هو الإنسان ومدى توفير بيئة آمنه ومستقرة تضمن له الحياة الكريمة.
لذلك من الإشتراطات المهمة والتي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار في حالات الكوارث والأزمات هي التأهب والاستعداد الدائم لموجهة تلك الحالات. وتحقيقاً للهدف المرجو من إدارة الكوارث والأزمات لابد الأخذ بعين الاعتبار عن ماهي الوسائل والاشتراطات اللازم توفيرها لتأمين حياة آمنة للإنسان في حال وقوع كارثة لا قدر الله.
بدأت الحاجة في العصر الحديث الى علم مستقل يختص بالأزمات والكوارث، وكيفية إدارتها ومواجهتها، يطلق عليه " علم إدارة الأزمات والكوارث " وهو علم مؤسس كغيره من العلوم على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به. وهذا ما يجعله علماً مختلفاً في أساليبه وتطبيقاته، عن العلوم الإدارية الأخرى والتي قد تختلط به. فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلي التحكم في احداث مفاجأة ، ومتفاقمة ، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة اثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث، والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم . تعمل إدارة الأزمات والكوارث من خلال التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها أثناء قوة إندفاعها.
ويتضح أهمية ودور وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، مما يستوجب إبراز هذا الدور وأهميته في توفير الأمن والإستقرار في المجتمع ككل. هناك العديد من التعاريف للأزمة والكارثة، وتختلف المفاهيم والروئ في كل دولة ومجتمع، بحسب نظرتها للأزمة أو الكارثة، فهناك من يري أن الأزمة حدث مفاجئ يسبب ضغطاً لصانع القرار يستلزم مواجهة هذا الحدث بوسائل وأساليب علمية، تساعد على القضاء عليه قبل استفحاله، وهناك من يري أن سبب حدوث الأزمة عدم توقعها رغم ظهور علامات وإشارات لحدوثها، أو الفهم الخاطئ أو التعامل الخاطئ مع أحداثها، أما الكارثة فيختلف تعريفها بحسب حجمها وإضراراها المادية والمعنوية، فهناك من يري أن حدوث واقعة مادية ينتج عنها وفيات وإصابات وخسائر مادية تعتبر كارثة، وهناك من يري أن انتشار وباء أو مرض معدي يسبب حالات وفيات يعتبر كارثة، وهناك من يري أن حدوث خسائر مادية نتيجة إعصار مدمر أو حدوث حرائق، يعتبر كارثة، تستوجب تدخل الدولة أو المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والتقليل من الأضرار .
هذه هي مواقف الأردن المشرفة ملكا وحكومة وشعبا، التي تعودنا عليها دائما. مواقف مشرفة وسمت في التاريخ الإنساني
أكد الملك عبدالله الثاني ضرورة تقديم كل أشكال المساعدة للأسر المتضررة بحادث انهيار مبنى بمنطقة اللويبدة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين .
وتابع جلالة الملك، خلال ترؤسه اجتماعا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات فور عودته إلى أرض الوطن الأربعاء، جهود إنقاذ المحاصرين، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا بهذا الحادث الأليم، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل .
كما نعت جلالة الملكة رانيا العبدالله، اليوم الاربعاء، ضحايا البناية المنهارة في منطقة اللوبيدة.
وقالت جلالة الملكة في تغريدة عبر “تويتر”: “اللهم ارفع عن أهلنا في بناية اللويبدة المنكوبة الشدة والبلاء، اللهم إرحم من قضى منهم واربط على قلوب أمهاتهم وأهلهم وأغث لهفتهم على أبنائهم وأقربائهم. واللهم سدد خطى المنقذين والمسعفين وأعنهم في جهودهم”.
وتابع نائب جلالة الملك، سمو الأمير فيصل بن الحسين، من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات عمليات الإنقاذ والإخلاء في منطقة اللويبدة جرّاء إنهيار مبنى سكني.
وقد وجه رئيس الوزراء بشر الخصاونة -الذي توجه إلى مكان الحادث مع عدد من الوزراء والمسؤولين- الجهات المختصَة إلى فتح تحقيق للوقوف على أسباب حادث انهيار العمارة.
مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، اطمأن رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الخميس، على مصابي حادث انهيار مبنى في منطقة اللويبدة، الذين يرقدون على سرير الشفاء بالمستشفى.
قرر مدعي عام عمان اليوم الاربعاء، توقيف 3 أشخاص في قضية انهيار مبنى اللويبدة.
وكانت النِّيابة العامة بدأت فور وقوع الحادثة بجمع الأدلة من موقع الحادث، فيما تواجد المدعي العام المختص في مكان حدوث الانهيار .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي