زاد الاردن الاخباري -
عادت انتهاكات "شرطة الأخلاق" الإيرانية لتهز المجتمع الإيراني بعد وفاة شابة تحت التعذيب، بعد احتجازها بذريعة ارتدائها الحجاب "بطريقة خاطئة"، ما أثار احتجاجات واسعة في طهران واجهتها السلطات الإيرانية بالغاز المسيل للدموع.
وتوفيت الشابة الإيرانية مهسا أميني (22 عاما)، الجمعة، بعد دخولها في غيبوبة إثر توقيفها، الأربعاء، على يد شرطة الأخلاق في طهران، وفق ما أفادت عائلتها والتلفزيون الرسمي.
واندلعت احتجاجات في عدة أحياء في طهران، ليل الجمعة، بعد إعلان وفاة الشابة، حيث هتفت الحشود "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى لإيران، وفقا لمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتأتي وفاة أميني وسط جدل متنام داخل إيران وخارجها بشأن السلوك القمعي لـ"شرطة الأخلاق".
ما هي شرطة الأخلاق؟
اسمها بالفارسية "غاشت إرشاد"، أي دوريات الإرشاد، وتعمل عمل شرطة "الحسبة" لدى تنظيم داعش الإرهابي"، وهي مكلفة بتطبيق تفسيرات النظام الصارمة لمفهوم الأخلاق الإسلامية.
ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 كان في إيران أشكال مختلفة من "شرطة الأخلاق"، ولكن "غاشت إرشاد" تأسست في 2007، وهي حاليا الوكالة الرئيسية المكلفة بإنفاذ مدونة قواعد السلوك الإسلامية الإيرانية في الأماكن العامة.
وبعد الثورة الإسلامية، ألزم القانون جميع النساء بغض النظر عن الجنسية أو المعتقدات الدينية بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة.
ينصب تركيز شرطة الأخلاق الإيرانية على ضمان الالتزام بالحجاب، وهي قواعد إلزامية تتطلب من النساء تغطية شعرهن وأجسادهن ومنع استخدام مستحضرات التجميل.
وتشمل القواعد التي تفرضها تغطية الرأس إلى أقصى حد ممكن، وارتداء ملابس فضفاضة، خاصة في حرارة الصيف، وتطال إجراءاتها أيضا الرجال بتسريحات شعر ترى أنها "غربية".
تحظى بسلطة فرض غرامات وبدعم البسيج
وبموجب القانون الإيراني، يحق لعناصر شرطة الأخلاق توجيه الاتهامات وفرض غرامات أو حتى اعتقال من تعتقد أنهن يخالفن "القواعد".
وبموجب إصلاحات يفترض أن تدخل حيز التنفيذ هذا العام، سيتم نشر 7000 عميل سري من "غاشت إرشاد" للإبلاغ عن التجاوزات للشرطة، التي ستقرر ما إذا كانت ستتخذ إجراء ما، وفق تقرير لشبكة "بي بي سي".
وتحظى شرطة الأخلاق بدعم من ميليشيا البسيج الإيرانية، وفق تقرير الشبكة، ويُعتقد أن جماعة "غاشت إرشاد" تستقطب الكثير من أفرادها من البسيج، وهي وحدة شبه عسكرية متشددة. وتشمل أيضا العديد من النساء.
وكان الرئيس السابق، حسن روحاني، أعرب عن معارضته لـ "غاشت إرشاد"، لكن الدستور الإيراني لا يمنحه نفوذا يذكر على قوات الأمن.
ويقول علي رجب، الإعلامي المتخصص في الشأن الإيراني، في حديث لموقع "الحرة" "الشرطة الدينية هي جزء من أدوات النظام الإيراني لقمع الشعب وخاصة المرأة، التي تعد المحرك الأبرز للثورات في آخر عقدين".
ويشير رجب إلى أنه "منذ انتخابات 2009، التي خسرها حسين موسوي، كانت المرأة الإيرانية في مقدمة الاحتجاجات، ولذلك صعد النظام من استخدام الشرطة الدينية وهي أكثر نفوذا، وهي صورة أخرى لشرطة الحسبة لدى داعش، ويمكن القول إن النظام الإيراني يهدف من الشرطة الدينية وضع المرأة تحت سطوة القانون الدائم وتوجيه تهديد لها في أي وقت".
وتقول صحيفة "الغادريان" إنه بعد نهاية الدراسة في الجامعات والمدارس ودخول الصيف، تركز شرطة الأخلاق عملها على أماكن وقوف السيارات في الأماكن العامة، وينتشر عناصرها بشكل أكبر لمراقبة مدى الالتزام بقواعد اللباس العام.
وتشير الصحيفة إلى أن شرطة الأخلاق الإيرانية تخلت إلى حد ما عن ملاحقة الرجال بسبب الأساور وقصات الشعر غير العادية، وتحولت إلى فرقة مخصصة في استهداف النساء بشكل حصري تقريبا.
وخلال عهد خاتمي في أواخر التسعينيات وبداية 2000، تراجعت سطوة شرطة الأخلاق، لكنها سرعان ما عادت أقوى مع الرئيس الأسبق، أحمدي نجاد، وتزايد عددها، وبدأت تلاحق النساء حتى على طلاء الأظافر.
انتقاد نادر من الإعلام
وتثير شرطة الأخلاق انتقادات في إيران. وفي خطوة نادرة انتقدت صحف إيرانية، السبت، شرطة الأخلاق في البلاد بعد انتشار مقطع فيديو لامرأة تتوسل إطلاق سراح ابنتها.
وظهرت الانتقادات مع عودة النقاش العام حول الحجاب إلى الظهور بعد أن ذكرت وسائل الإعلام المحلية تدابير قد تشير إلى ضوابط أكثر صرامة.
ويتابع علي رجب في حديثه لموقع "الحرة" قوله: "تصبح المراجع الدينية المتشددة أكثر قلقا من ثورات النساء ضد الحجاب، والتي تكررت كثيرا في العقد الأخير"، مضيفا أن "الشرطة الدينية، يدافع عنها أصحاب المصالح في النظام بأنها تواجه التهديد الناعم للثقافة الغربية والانحلال الاخلاقي هي نفسها ترتكب جرائم اخلاقية بحق النساء".
وأصبح ضباط الأخلاق أقل ظهورا بعد وصول الرئيس المعتدل حسن روحاني إلى السلطة في عام 2013، لكنهم سرعان ما عادوا مع وصول المحافظ إبراهيم رئيسي إلى المنصب.
وفي يوليو، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة تقف أمام إحدى عربات شرطة الأخلاق وهي تطالب بالإفراج عن ابنتها، وظلت المرأة المحجبة متمسكة بالمركبة حتى بعد انطلاقها قبل أن تُفلِتها بعد زيادة سرعتها.
وفي يوليو أيضا اختفت الشابة الإيرانية سبيدي راشنو بعد دخولها في جدل داخل حافلة في طهران مع امرأة اتهمتها بنزع حجابها.
واحتجزت سبيدي لدى الحرس الثوري قبل أن تظهر على شاشة التلفزيون تدلي باعترافات، الأمر الذي اعتبره نشطاء اعترافا قسريا قبل الإفراج عنها بكفالة أواخر أغسطس.
آخر ضحايا شرطة الأخلاق، مهسا أميني (22 عاما)، فكانت تزور طهران مع عائلتها عندما أوقفتها الأربعاء وحدة الشرطة المكلفة فرض قواعد اللباس الصارمة على النساء، بما في ذلك اشتراط تغطية شعرهن بحجاب. وقالت شرطة طهران، الخميس، إن مهسا أميني أوقفت مع نساء أخريات لتلقي "ارشادات" بشأن قواعد اللباس، وزعمت أن الفتاة "عانت فجأة من مشكلة في القلب... ونقلت على الفور إلى المستشفى".
ويرى رجب علي في حديثه لموقع "الحرة" إن مقتل مهسا "يشير إلى أن النظام يرتكب جرائمه بحق الشعب الإيراني باسم الدين.. وهو ليس إلا وسيلة لبقاء العائلات الحاكمة في طهران في الحكم.. إذا كانت الشرطة الدينية معنية بشكل خاص بالنساء والحجاب فهي مرفوضة من السواد الاعظم من الشعب الإيراني".
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن جثمان الفتاة دفن صباح، السبت، في مسقط رأسها، ساغيز، على بعد 460 كيلومترا من طهران في إقليم كردستان، وأطلقت قوات الأمن، السبت، الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين على شرطة الأخلاق وممارساتها القمعية.
Magnifique image, quel courage, quelle solidarité ! Lors des funérailles de #MahsaAmini, assassinée par la police des mœurs, les femmes de sa ville enlèvent leur #voile et crient : « mort au dictateur » ! #féminisme #Iran pic.twitter.com/KNFE3o4gvK
— Farid Vahid (@FaridVahiid) September 17, 2022
I cried watching this video.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) July 19, 2022
Horrifying.
A mother tries to stop Morality police van to rescue her daughter who was arrested because of not following compulsory hijab laws.
She’s screaming “my daughter is ill. Don’t arrest her”.
This is to day in Iran. pic.twitter.com/JwYuZEEnuU