زاد الاردن الاخباري -
اقام منتدى الرواد الكبار اول من أمس ندوة حول كتاب "الفلسفة والمشكلات المعاصرة: التطرف والاغتراب الثقافي في نموذجاً"، الصادر عن وزارة الثقافة، للزميلة الباحثة الدكتورة نادية سعد الدين، تحدث فيها كل من د. جواد العناني، د. إبراهيم بدران، وادارها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص.
مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت إن منتدى الرواد الكبار يرحب المحاضر والحضور في هذه الندوة التي تستضيف قامات أردنية فكرية سياسية صاحبي المعالي د. جواد العناني، د. إبراهيم بدران، من اجل تسليط الضوء على كتاب "الفلسفة والمشكلات المعاصرة" للباحثة الدكتورة نادية سعد الدين، مبينة أن هذا الكتاب جاء ليساعد الشباب في تفتح عقولهم وينير دروبهم من خلال توضيح دور الفلسفة في حل المشكلات المعاصرة، كما تسلط هذه القامات الضوء على هذا الكتاب، فما أحوجنا في هذا العصر بمن يأخذ بيد شبابنا ويسهل لهم الدروب ليكونوا على بينة مما يجري، أشكر مؤلفة الكتاب، وأشكر المحاضرين على تفضلهم بتقديم أوراق ومناقشة ما حوى من مواضيع قيمة.
د. جواد العناني أشار إلى مقدمة الكتاب حيث تقول في مقدمتها بعنوان "الأهداف الرئيسية من الكتاب"، وأنا اقتبس" إن الكتاب يحاول البحث في دور الفلسفة في معالجة المشكلات المعاصرة. وذلك من خلال توضيح الرؤية الفلسفية تجاه تلك التحديات وسبل معالجتها"، فهي إذن تقع فلسفياً ومنطقياً في خطأ من تريد تصويبهم. فالفتيه والشباب الذين يقتنعون بفكرة ما يناضلون من أجلها يعتقدون أنهم على صواب، تماماً مثل ما تعتقد الدكتوره ناديه أنها قادرة على اقناعهم بصواب رأيها. فكلاهما متمسك برأيه. ونرى ذلك بوضوح.
وأضاف العناني في نهاية المقدمة تقول سعدالدين "لأن الكتاب موجه أساساً إلى الشباب العربي عامه، والأردني خاصه، فإنه سيعتمد أسلوب الحوار في مخاطبتهم من أجل محاولة تقديم المعلومة المبسطة والهادفة إليهم"، مبينا أن المؤلفة اعتمدت في كتابها أسلوب الحوار. كما فعل افلاطون في حوارياته التي بلغت خمسة وثلاثين.
وتحدث العناني عن الهدف الرئيسي من تدريس الفلسفة الذي أقرته وزارة التربية والتعليم، هو في رأيي من اجل تزويد الطلبة بالقدرة على الشك، والاجابة على الأسئلة أو التساؤلات، والمَلَكَة لشرح ما يؤمنون به. هكذا نسلحهم بالأدوات التي تجعلهم قابلين لفكر الآخر، خاصة وأن الفلسفة ضمن مدرسة الفوضوية، لها مبرراتها عند معتنقيها. إن وراء كل فلسفة منطق تستند إليه، ولكن العبرة في البعد التطبيقي لتلك الفلسفات ونهاياته.
وخلص العناني قائلا "لا نريد أن ننقل أطفالنا من حالة رفض الآخر المتعصب لرأيه ومبدئه لنستبدلها بعصبية مضادة، لأن النتائج لن تكون كما نريد. والتسامح وفهم الآخر يجب ألا يقترن بالضعف"، مشيرا إلى أن ما قدمته سعد الدين في "كتيبها"، يدل على فهم عميق للفلسفة. وعلى قدرة حوارية متميزة.
من جانبه قال د. إبراهيم بدران أهمية هذا الكتاب تأتي من مجموعة من الاعتبارات منها :انه موجه للشابب ويبدأ كل فصل بعبارة "اختي الشابة أخي الشاب" وهذا من شأنه تجسير الفجوة بين الشباب وبين موضوع الكتاب، الذي يتناول الفلسفة باعتبارها امرا او موضوعا ليس مقصودا على الدارسين والباحثين وانما يمكن بل يجب ان يتناوله الشباب، فالكتاب يربط بين الفلسفة باعتبارها نشاط عقلي وبين الواقع والاحداث التي يعيشها الانسان وبذا تخرج الفلسفة من "البرج العاجي" لتصبح واحدة من أدوات الحياة والمعاصرة ومواجهة الاحداث والالتزامات.
يتابع بدران كلامه عن الكتاب: ان العالم يعيش نتائج الثورة الصناعية الرابعة القائمة على العلم والتكنولوجيا والرقمية والبيانات والاتصالات غير المحدودة فإن تمكين الشباب من الفلسفة سوف يساعد على تطوير العقل العليم لهم والارتقاء بين العقل الى مستوى التجديد والابتكار والابداع، فهذا الكتاب ربط ما بين الفلسفة ومواضيع رئيسية ثلاث هي "التطرف والاغتراب الثقافي، والمواطنة"، وهي مسائل اشد ما يكون الشباب بحاجة اليها في هذه الحقيقة الشديدة التعقيد.
ورأى بدران ان الكتاب يركز على الجانب الأخلاقي في الفلسفة إضافة الى الجانب العقلي الامر الذي يحتاجه الشباب ليربطوا بين ا لعقل من جهة والوطنية والإنسانية من جهة ثانية ويربطوا ما بين حرية العقل في التساؤل والتفكير والاجابة وبين القيم الأخلاقية المستقرة، مؤكدا على ان القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم مؤخرا بإعادة تدريس الفلسفة في المدارس خطوة إيجابية في الطريق الصحيح ونرجو ان تعزز الجامعات هذا الاتجاه.
من جانبها قالت الدكتورة نادية سعد الدين إن كتابها الذي يضم أربعة فصول مع المقدمة، يُحلل دور الفلسفة في حل المشكلات المعاصرة التي يعاني منها الشباب العربيّ عامة، والأردني خاصة، مثل التطرف والاغتراب الثقافي، وتأثير الخطاب الفلسفي في تعزيز الوعي والإدراك وتنمية التفكير لديهم، من خلال اسّتلال أدوات النقد والتحليل والتفسير التي توفرّها الفلسفة، وتجسيدها واقعاً حياتياً، لتطوير قدراتهم المعرفية وتهيئتهم لتكوين اتجاهاتهم بشكل مستقل؛ بما يؤهلهم للمشاركة والمواطنة الفاعلة في الحياة العامة.
وأضافت أن الفلسفة تشكل صمام أمان مضادّ لتغلغل الحركات الدينية المتطرفّة من بين ثنايا الفكر المنغلق ومزاعم امتلاك "الحقيقة المطلقة" ومنابر التدفق المعلوماتي المغلوط لاستقطاب الصفوف الشبابية، تحديداً، إلى عالمها الإرهابيّ، موضحة أن الخطاب الفلسفيّ، يسعى إلى الإصلاح المجتمعيّ بإنشاء الظروف المواتيّة لتحقيق التغيير وإحلال السلام والتنمية المستدامة، عبر استحثاث إعمال الفكر والنقاش العقلانيّ، كما أنه يصُيب فئة الشباب، أيضاً، بتحرير قدرات الشباب الإبداعية، من خلال تقنيات التفكير والبراهين التي تقدمها الفلسفة، بما يساعدهم على التساؤل الدائم وتحدي الأفكار المغلوطة ومعرفة السلوكيات الصائبة والخاطئة، وإدراك أهمية التعدد والاختلاف والتسامح، وفهم القضايا الإشكالية بكثير من اليقظة، سبيلاً لتعويد الذهنية الشبابية على مواجهة التفكير المنغلق ومصارعته.