"بريستيج" الفاشلين ، هل نسميهم وصوليون أم منافقون ؟!
د.فلاح مصطفى الصرايرة
بعض الذين نقابلهم في حياتنا من ذوي الوجوه المتعددة ، دائماً ما نُخدع في تصرفاتهم عندما نراهم يدعون أنهم من أهل المنفعة فيخدعون أهل النوايا الحسنة ليستخدموهم كأداة ليصنعوا لهم مجداً زائفاً ، لنجدهم بعد ذلك يتظاهرون بما ليس فيهم ويقوَّلون مالا يعملون ، ويعظمون أعمالهم القليلة ويفتخرون بها فينسبون الفضل لأنفسهم ويمجدونها بأعمال لم يقوموا بها أو شاركوا فيها أو شاركوا فيها بما لا يُذكر ولكنهم (مفضوحون) لأنهم لا يجيدوا تغطية وجوههم برقة الكلام أو بمكر الأغبياء .
هذه مقدمة لابد منها حتى نلقى نظرة متأنية على من عافت أنفسنا وجودهم في حياتنا وتعففت ألسنتنا عن مبادلتهم حديث تملؤه حقيقة نواياهم ... عندما ندرك أنهم طلبوا مساعدتنا لكي نبنى لهم صرحاً يصنع لهم شرفاً كاذباً .
الغريب أن هؤلاء يحتلون مراكز اجتماعية لا بأس بها ولكنهم يسعون بعقولهم المعطوبة لزيادة مكانتهم بين أصحاب المظاهر الكاذبة .
إن ما يفعلونه ويسعون إلى تجميله كما يطلق عليه أصحاب الطبقة الفوق متوسطة ( البرستيج ) والذي أعرفه أنا بوضعه الحالي الآن أنه : نقص في الهيكل النفسي للإنسان يدفعه لاستكمال شخصيته بجهود غيره بطريقة تخالف منطق الحدود الاجتماعية .
ورغم أن المظهر الإجتماعي ( البرستيج ) مطلوب ومهم لكنه بلا شك لا يمكن اعتماده كمعيار لقياس أهمية الفرد في المجتمع إنما يجب أن يكون مقياس للدور الحيوي الذي سيلعبه في تنمية المجتمع وكيفية تطويره .
فالغريب في هذه الأيام اتجاه البعض ومنهم من أقصدهم همهم البحث عن النجاح المفاجئ والتدرج لمستوى أفضل بلا مجهود أو عناء بحث ولا يدركون بذلك أنهم لا يخدعون من حولهم إنهم يخدعون أنفسهم لأنهم كما ذكرت (مفضوحون) بشخصياتهم الهشة وبأساليبهم الطفولية .
إن هؤلاء يجب عليهم تصحيح النية وتحمل المسئولية لأن الوصول للنجاح الحقيقي لا يتأتى إلا بالربط بين الرغبة والعمل لتحقيق الهدف ويجب عليهم أيضا أن ينزهوا أعمالهم عن صفات الوصولية وأن يقدروا لأنفسهم قدرها وألا يسمحوا لها أن تتعالى وتعلوا على جهود غيرهم ولا يُسخرون مجهود غيرهم للوصول لأهدافهم الرخيصة .
قال تعالى ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ) آل عمران.