قالت العربُ «الجاهةُ حمّالة»، أي أنها تتحمل وتستوعب وأنها معرضة للصد والرد ورفض طلباتها، لأنها تقصد «المُجبّرين» والمفجوعين الموجوعين، تطلب منهم في تلك السويعات المخضبة بالدم، أن يتساموا على مصابهم وأن يفيؤوا إلى التسامح وهذا هو أحد أبرز وسائل الناس لحقن مزيد من الدم وتفادي الوقوع في حلقة الثأر الدموية التي تبتلع الشباب بلا توقف.
تتحمل الجاهة الأثقال وتتفهم صعوبة ما هي مقدمة عليه من:»غلاط»، وتدرك تصلب شبيبة كل عشائرنا وقبائلنا، الذين يجنحون إلى الحلول الأقصى والأقسى، ويرفضون ان تتكلل مساعي الجاهات بالنجاح.
تتحمل الجاهاتُ، لأن مسعاها النبيل ليس لمصلحة تحققها لوجوه الجاهات، بل هو تحمّل لفك نشب اشتجر واحتدم وتفاقم، تجهد الجاهة الحكيمة لامتصاص ارتداداته، كي لا يقع ما لا تحمد عقباه.
ودائما سنظل بحاجة مستمرة إلى مراجعة مترافقات الجرائم التي تقع، مثل فورة الدم والجلوة، لجهة عدم أخذ الأبرياء بجريرة الجناة مهما دنت الصلات.
ومعلوم أن مِن أهم مقومات الجاهة، أن يقودها «غويطٌ» حكيمٌ واسع الصدر وافر الحكمة.
لذلك تختار الناس كبيرا كَظّاماً للغيظ، سريع البديهة، معروفا، معدودا في قومه لترؤس الجاهات وأخذ العطوات.
وقد اصابت مستشارية العشائر في ديواننا العامر حين أولا، بادرت إلى التدخل وإلى تنظيم جاهة كبيرة كريمة، توجهت إلى أهلنا كرام القوم أبناء عشيرة الحجاج العدوان، الذين لي فيهم أحباء كثر، نسأل الله أن يجبر صوابهم وأن يرحم مغدورهم.
وثانيا أحسنت المستشارية الاختيار، حين «نصت» أحد قروم قبيلة بني حسن و أحد قروم الأردن، الشيخ الزعيم ضيف الله القلاب أبو فيصل.
الذي يعرف حق المعرفة أنه ليس ذاهبا الى جاهة عرس.
ما حدث من تصرفات غير مسؤولة ليس خارج السياق. ما حدث يحدث حين ينفعل الشباب ويطغى صوتهم على صوت وتدبير القيادات المتمرسة التي شهدت وعاينت مئات حالات الاغتيال والغدر.
لكن المهم هو الاعتذار الكريم الذي جاء شافيا وافيا من ذوي المغدور، فقد قالت العرب «الاعتذارُ عند كرام الناس ديّة».
حي شاربك صديقي الحبيب الشيخ ضيف الله القلاب. وحيا الله اهلنا الأعزاء قبيلة بني حسن واخوانهم قبيلة العدوان وكل عشائر بلادنا الذين يقدرون عليها وعلى اللي أكبر منها.