الوزير قشوع يستخفّ بالمجالس البلدية المنتخبة!!
بقلم محمد سليمان الخوالده
خلال زيارة وزير البلديات (قشوع) الى لواء بلعما بتاريخ 21/7/2011 ولقائه لجنة بلدية بلعما المعيّنة بحضور جمع غفير من اهالي اللواء ووجهائه ، حيث اعلن عن دعم الحكومة الاردنية لمجلس بلدية بلعما بمبالغ مالية على ان تخصص 250الف دينار كمشروع استثماري و80الف دينار للاليات و20الف دينار لصندوق البلدية ، وهو بالفعل ما ادخل السرور لابناء المنطقة كون بلديتها بحاجة ماسة لهذه المبالغ بعدما اصابها الشلل التام للقيام بواجباتها اتجاه المواطنين ، لكنّ الذي ادهش المواطنين هناك عندما اردف الوزيرحديثه بقوله مخاطبا لجنة بلدية بلعما (اتعرفون لماذا تبرعت لكم بهذه المبالغ ، اريد منكم ان تخرجوا الى الميدان وتنفقوا هذه المبالغ ...قبل أن ياتي مجلس بلدي منتخب ويقوم بتوزيعها على قادة الحملات الانتخابية..!!!).
وخلال مداخلة لاحد المواطنين عندما قدم شكوى بحق لجنة البلدية بانها لم تقدم خدمات للمواطنين ، اجاب عليه الوزير قشوع بأن المجالس السابقة لم تعمل لكثرة الشكاوى التي وصلت اليه من المواطنين وكان يقصد معاليه بالمجلس المنتخبة حسب مدلول الحديث ، ولكن لو تمعن معاليه بلوحة الشرف الموجودة على يمينه في مقر البلدية لوجد انه لا يوجد مجلس بلدي اتم دورته الا مجلس واحد ، وان البلدية كانت تدار من لجان معينة في عهد هذه الحكومة والحكومة السابقة...!!
مثل هذا الكلام عندما يصدر عن وزير يمثل الحكومة بصفته الاعتبارية يحمل اشارات سلبية وخطيرة اتجاه المجالس المنتخبة للبلديات وتتمثل بالاتي:
1. الاستخفاف بأهلية الشعب في قدرته على انتخاب مجالس بلدية ، وانه غير مؤهل لاختيار اصحاب الكفاءات .
2. دعم الحكومة الحالي للجنة البلدية المعيّنة وقبل الانتخابات المقررة ، هدفه اظهار ان المجالس المعينة اقامت المشاريع الاستثمارية وهي قادرة على خدمة المواطنين بشكل فاعل لاظهار ان المجالس البلدية المنتخبة القادمة ليست بكفاءة المجالس المعينة ،خصوصا عندما يطلب من المجلس المعين المحترم صرف المبالغ المذكورة قبل الانتخابات وعدم ترك اي مبالغ للمجالس القادمة!!!
3. حث لجنة البلدية الحالية بأن تأخذ قراراتها بسرعة قبل انتخابات البلديات ، يؤدي الى تنفيذ مشاريع فاشلة كالمشاريع السابقة والتي هي معروفة لدى ابناء المنطقة وربما تقوم البلدية بشراء مشاريع خاسرة بحجة ضيق الوقت يعتريها شبهات فساد!!! لان دراسة الجدوى الاقتصادية والانتاجية والتقييم السليم لاختيار المشاريع المزمع تنفيذها يحتاج الى وقت طويل.
ان مثل هذه التصريحات الصادرة عن معاليه ، لها دلالات غير مبشّرة وغير سارة
وتعبّر بوضوح عمّا سيكون عليه نهج الحكومة الحالية في تعاملها مع ملف انتخابات البلدية القادم ، ويبيّن عدم جديتها في موضوع الاصلاح السياسي وانها لا ترغب فعلا بانتخابات بلدية حرّة ونزيه ، بل انها تريد ان تكون المجالس البلدية معيّنة كا هو حالها هي بالتعيين . فعقلية الحكومات الاردنية وسياساتها تثبت في كل مرة انها لا تريد الاصلاح والتجديد والتغيير !!!!!!!
وهذا يزيدنا قناعة بأن الاصلاح والتغيير لن يأتي الا على ايدي حكومات منتخبة وليست معيّنة بالتعيين .
حقيقة تأخرت في كتابة المقال حتى اتاكد من المعلومات الواردة فيه ومن اكثر من مصدر لان الامانة تستوجب نقل الخبر وتوثقيه بامانة صحفية وبحياد تام ،دون انحياز لفئة معينة .
والله من وراء القصد
Drkmal_38@yahoo.com