تبدو اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساحة مفتوحة تحركت فيها الدبلوماسية الأردنية بأريحية نحو ملف العلاقات مع إيران وسوريا في لقاءات منفصلة جمعت وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزيري خارجية البلدين ، وحملت رسائل اردنية واضحة ومباشرة طالما تحدث عنها الاردن بشكل مباشر وغير مباشر ، وتمثلت بأنه يحترم حق الجوار وحق تقرير المصير دون ان يتدخل في شؤونها الداخلية مقابل احترام متبادل يجب أن يقترن بالعمل في ايقاف التهديدات لامن الاردن ، وقيام سلطات النظام السوري بالحد من قدرات المهربين والارهابيين من حمل سموم الموت والمخدرات عبر الحدود الشمالية للمملكة التي احتضنت نحو مليون وربع المليون لاجئ سوري على أراضيها.
بيان وزارة الخارجية حول اللقاء مع الجانب السوري اشار إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة، وركزا على قضايا أمن الحدود ومكافحة تهريب المخدرات والمياه والأمن الغذائي واللاجئين ومواضيع ثنائية أخرى.
اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يتداخل في الرسالة والمضمون الذي يطرحه الاردن حول الجهود المبذولة لحل الأزمات في المنطقة وتحقيق الاستقرار على أساس علاقات إقليمية مبنية على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ولا يخفى على متابع حجم الحضور الإيراني على المنطقة من خلال الساحات العربية في سوريا ولبنان وغيرهما ، وهناك ما يقلق الأردن في حدوده الشمالية والعودة إلى تفاهمات أواخر عام 2017، التي تنص على إبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود الجنوبية لسورية مسافة 70 كيلومتراً، والكف عن الاستفزاز المباشر وغير المباشر عن طريق عصابات التهريب بكل أنواعه .
المصلحة الأردنية والاولويات لديه اليوم يجب أن يفهمها العالم أجمع تتمثل بأمن أراضيه ومواطنيه على حد سواء ، والساحة الأردنية لم ولن تكون ساحة صراع وحرب ولا يمكن أن يسمح بانتهاك سيادته من أي طرف ، ويكفي الحديث عن احد عشر عاما ، عاشها جارا حفظ حق الجوار ، وقدم ما لا يقدمه الا الاخ لاخيه على حساب اقتصاده وقوت شعبه ، ورسالة واستراتيجية الدبلوماسية الأردنية الاعتدال والوسطية ، وعدم التدخل في شؤون الغير ، مقابل عدم التدخل في شؤونه .