زاد الاردن الاخباري -
مرّ نحو نصف قرن تقريباً على التقاط الصورة التي وثّقت وحشية حرب فيتنام، التي أودت بحياة الملايين، وفق بعض التقديرات، فماذا تقول الضحية بعد مرور كل هذه السنوات؟ والتقط المصور نيك يوت صورة للضحية فان ثي كيم فوك، التي كانت طفلة صغيرة في عام 1972، وهي تركض عارية بعد أصيبت بحروق بالغة من جراء قصف قريتها قرب العاصمة سايغون بقنابل “النابالم” الحارقة، وهي سلاح محظور دوليًا؛ ولذلك أطلق على الطفلة كيم فوك لقب “طفلة النابالم”.
ورغم الجروح الهائلة التي أصيب بها الطفلة، والتي لم تزل مع مرور سنوات العمر، إلا أنها لا تريد نشر رسائل الغضب أو الانتقام. وتقول في حوار مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، نُشِر الاثنين، إنها تريد نشر رسائل الغفران والسلام، في وقت ينشغل العالم بالحرب المستعرة في أوكرانيا، حيث تتكرر المآسي الإنسانية. وذكرت “سكاي نيوز” أن صورة “طفلة النابالم” تمثل فظائع الحرب في فيتنام، فهي تُظهر طفلة عارية تمد ذراعيها وتصرخ من الألم، وتركض من أهوال غير مرئية نحو الكاميرا. وكان عمر الطفلة 9 سنوات عندما قصفت القوات الأمريكية قريتها بقنابل “النابالم” الحارقة، وأصيبت الطفلة بحروق من الدرجة الثالثة، وغطّت نحو نصف جسدها، ولم يكن من المتوقع أن تعيش بعدها، واثنان من أبناء عمومتها قُتِلا من جراء قصف الطائرات الأمريكية. وتقول الطفلة التي أصبحت الآن على أعتاب الشيخوخة إنها لا تزال تحمل الندوب الجسدية والنفسية من جراء تلك الحادثة المأساوية، وروت عن تلك اللحظات القاسية: “لقد شاهدت الطائرة، لقد كانت سريعة وتُحدث ضجة كبيرة، ووقفت أنا هناك”. وأردفت: “رأيت أربع عبوات كان لونها أسود تسقط من الطائرة، ثم سمعت ضجة مزعجة للغاية، بقيت معي حتى يومنا هذا”، وتابعت: “فجأة تحوّل كل شيء حولي إلى نار”. وأمضت الطفلة بعد الحادثة المؤلمة عامين في المستشفيات والعيادات، وأصبحت صورتها التي التقطها مصور وكالة “أسوشيتد برس” أيقونية، وتختزل بشاعة حرب فيتنام التي استمرت قرابة العقدين. وكان وقع الصورة على الطفلة الصغيرة كبير إلى درجة أنها فكرت في الانتحار، وغادرت تلك الطفلة بلدها فيتنام إلى كوبا، حيث درست وتزوجت، ولاحقًا هاجرت إلى كندا. وبعد مرور عقود على تلك المأساة، تمكنت الطفلة، التي أصبحت سيدة، من لقاء الطيار الأمريكي الذي نسّق الهجوم على قريتها، وقالت إنه بكى مثل الأطفال، وطلب منها الصفح، وقالت له: “نعم”. وذكرت أن هذا اللقاء يعبّر عن رسالة تسامح تنقلها الآن إلى العالم من خلال عمل مؤسسة “كيم” الدولية، التي تقدّم الأموال للمجموعات التي تقدم رعاية طبية مجانية للأطفال من ضحايا الحروب والإرهاب.