زاد الاردن الاخباري -
فيما شهدت الحدود الشمالية والشمالية الشرقية خلال فصل الصيف انخفاضا في عمليات تهريب المخدرات من الجانب السوري، تثور تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الانخفاض، وما مصير التصدي للمهربين في فصل الشتاء المقبل؟
وتلعب الظروف الجوية دورا في تحديد عدد عمليات التهريب، ولهذا يشهد فصل الصيف انخفاضا، في حين يرتفع منسوب عمليات التهريب وبشكل شبه يومي في فصل الشتاء.
ومؤخرا، منعت مديرية أمن الحدود 114 متسللا معظمهم كانوا يعتزمون تهريب المخدرات إلى الأردن، كما احبطت 97 محاولة تهريب لمواد مخدرة منذ بداية العام الحالي حتى نهاية شهر آب (اغسطس) الماضي، كما ضبطت خلال تلك الفترة 29 مليون حبة كبتاجون مخدرة إضافة الى 266 الف كف حشيش وفق مصادر عسكرية.
بدورها، ترجع مصادر عسكرية أسباب انخفاض عمليات التهريب لعوامل أبرزها توقع تغيير اتجاه عصابات تهريب المخدرات إلى دولة أخرى، في ظل صعوبة إمكانية تهريبها إلى الاراضي الأردنية بعد تغيير قواعد الاشتباك العسكري مطلع العام الحالي، والتي أدت أيضا إلى إحباط مئات المحاولات وضبط كميات كبيرة من المخدرات القادمة من الجانب السوري، ناهيك عن مقتل قرابة 40 مهربا في مواجهات مسلحة مع قوات حرس الحدود.
وبينت المصادر أن حالة اليقظة والتأهب التي تتعامل بها قوات حرس الحدود وما يرافقها من رقابة إلكترونية وبشرية لمنع عمليات التهريب أوصلت رسالة للمهربين أن المواجهة المسلحة والموت أمر لا بديل عنه في حال قرر المهرب اجتياز الحدود إلى الأراضي الأردنية محملا بالمواد المخدرة.
وقالت المصادر إن الحملة الأمنية الداخلية التي تنفذها إدارة مكافحة المخدرات على تجار المخدرات والمروجين، كانت أيضا أحد العوامل التي أدت إلى انخفاض عمليات التهريب، وذلك بعد ان تم القبض على كثير من التجار الذي يرتبطون بتجار ومهربي المخدرات في سورية ولبنان.
لكن مصدرا أمنيا رفيع المستوى أوضح لـ”الغد” أن هذا الانخفاض يتكرر في فصل الصيف عادة، فاستقرار المناخ صيفا يحد من عمليات التهريب التي كانت تنفذ بشكل شبه يومي خلال فصل الشتاء، ولهذا فإن قوات حرس الحدود تنتظر فصل الشتاء للتصدي لعمليات التهريب، لاسيما وان المهربين يعتمدون في خططهم على الأحوال الجوية السيئة التي تصاحب مناخ فصل الشتاء، كالضباب، والأمطار، والثلوج، والرياح، كونها تؤثر على مدى رصد الرقابة البشرية والإلكترونية على الحدود، بحسب اعتقادهم.
واعتبرت مصادر أن وجود ميليشيات شيعية وقوات غير منضبطة من الجيش السوري وتحالفهما مع تجار مخدرات موجودين في الجنوب السوري، يسهل عمليات تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية، وبالتالي لا خيار أمام الأردن سوى تشديد الرقابة العسكرية على الحدود وملاحقة المهربين والمروجين في مختلف محافظات المملكة.
وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد حسان القضاة، قال في تصريحات صحافية سابقة إن عدد القضايا التي تم ضبطها منذ بداية العام ولغاية أسابيع قليلة بلغت 9717 قضية، بانخفاض 7 % عن العام الماضي.
وتابع القضاة ، أن عدد قضايا التعاطي من تلك المضبوطة بلغ 6911، فيما بلغ عدد قضايا الاتجار والتهريب والترويج 2806 قضايا، كما بلغ عدد المضبوطين في قضايا المخدرات للفترة ذاتها 14251 شخصا.
وحول الكميات المضبوطة، قال القضاة إنه تم ضبط ما يقارب 38 مليونا و600 ألف حبة كبتاغون منذ بداية العام، بعدد يفوق ما تم ضبطه في 2021 حيث بلغت حينها 32 مليون حبة، فيما ضبطت كميات من الحشيش بلغت 3704 كغم و123 كغم كوكايين و36.5 كغم هيروين، و28 كغم “شبوة”.
وبين ان ما يزيد على 80 % من هذه الكميات وفق التحقيقات، كانت معدة للتصدير خارج الأردن، مشيرا الى أن أكثر مادة يتم تعاطيها هي الحشيش، حيث إن 40 % من القضايا المضبوطة كانت بسبب تعاطي تلك المادة.
موفق كمال - الغد