زاد الاردن الاخباري -
"فوق السادة"، لعلّها مفارقة غريبة ملفتة للنظر، فهذا الاصطلاح يُطلق عادة عند طلب القهوة، مثل "تحت الوسط"، "فوق الوسط"، لكن لا يوجد قهوة "فوق السادة"! ومن هنا يبدأ الأمر بالسخرية والكوميديا الهزلية لفريق عمل حلقات "فوق السادة" التي تعاين المجتمع بمختلف مشاكله.
هم شباب أصدقاء منذ أيام المدرسة، تخرجوا من الجامعات ليواجهوا واقع الحياة، ويبدأوا بسرد أحداث حياتهم اليومية وما يدور من حولهم سواء من وضع اجتماعي أو اقتصادي بطابع السخرية، عبر تصويرها خلال برنامج يعرض على شكل حلقات.
وهم أحمد غانم الملقب بـ "أبو الغور"، محمد زغول "شخصية الزنخ"، أحمد مريان "الشاعر أبو ميادة"، وحمزة الغزو، واحد من كتاب النصوص، ويوسف وناصر جعرون يعملون على الإنتاج والإخراج.
وبرنامج " فوق السادة"، الذي يُبث عبر "اليوتيوب" يحتوي على عدة فقرات، كل فقرة لها طابعها الخاص التي يقوم بها مجموعة، فيضم البرنامج في الفقرة الأولى القضية الأساسية المختارة للحلقة والتي يستمدونها من المشاكل التي تواجه الشباب، بالإضافة إلى المشاكل من واقع الحياة كالرواتب والاتصالات وغيرها من القضايا، وهي الفقرة التي يقدمها الشاب "أبو الغور".
وحول السبب في إقامة البرنامج، يرى ناصر أن الشباب لديهم الكثير من المواهب التي يمكن من خلالها فعل شيء، إلى جانب أن اليوتيوب فتح المجال أمام الجميع لخلق شيء.
وتليها فقرة "أكيد أنت في الأردن"، وهي الفقرة التي يقدمها كذلك الشاب غانم، وهي التي يقوم فيها بسرد أمور تحدث في الأردن، ولا تحدث في أي مكان آخر بطريقة كوميدية مضحكة، مثل "اذا عمرك ما زرت العقبة والبتراء اذا أكيد إنت في الأردن!". ومن ثم فقرة أبو ميادة، وهو الشاعر الذي يقوم بدوره الشاب أحمد مريان، وهي شخصية شاب يعتقد أنه شاعر، ومن خلال نصّه الغريب الذي يقرؤه يتم إضاءة زاوية من موضوع الحلقة.
وبعدها فقرة "أزنخ واحد"، التي يقدمها غانم وزغول، وهي فقرة يحاولون فيها توظيف كثير من الكلمات لتخدم سياق الموضوع وتوصيل الفكرة المراد الوصول إليها، ويتعاون الجميع في كتابة هذه الفقرة.
"هاي حالتنا"، الفقرة الأخيرة في البرنامج، والتي تحكي واقع الشباب اليومي عندما يجتمعون، كيف يمضون وقت الفراغ الذي يعيشونه بطريقة كوميدية ساخرة.
إلا أن الصعوبة الوحيدة التي تواجههم هو أن أغلبهم موظفون، ويجتمعون في نهاية الأسبوع في إربد لتصوير الحلقات، وهو الأمر الذي بحاجة إلى كثير من التنسيق وتنظيم الوقت.
وعن طريقة اختيار مواقع التصوير، يقول حمزة الغزو إنه يتم اختيار المواقع بشكل عفوي، بحيث تخدم القصة، وقد يتم وضع بعض المؤثرات، مبينا أن تكلفة الحلقات قليلة جدا ولا تذكر، "فالفكرة ليست بعمل شيء مكلف، بقدر ما أن يكون بسيطا وقادرا على إيصال الرسالة بأقل التكاليف وأبسطها".
ويضيف أنهم ما يزالون مستمرين في التطوير ووضع خطة وأفكار مميزة لم يتم استهلاكها من قبل، إلى جانب محاولاتهم في تطوير الأداء في الحلقات". وعن طريقة العمل التي يتبعها الفريق، يرى زغول أن الطاقم كله يقوم بالعمل بروح الفريق الواحد من دون أي تحديد للأدوار، مبينا أنهم حتى الآن قاموا بإنجاز 3 حلقات خلال شهر حيث تأخذ الحلقة 5 أيام عمل لتكون جاهزة تماما.
ويضيف فريق البرنامج، أنهم لم يتوقعوا ردات الفعل تلك على الإطلاق، فقد نال البرنامج إعجاب الجميع، خصوصا كونها حلقات تلامس الواقع مباشرة، مرجعين الفضل فيه إلى دعم الأهالي لهم، بالإضافة إلى ما يدور من حولهم في المنطقة من أحداث هو أكثر ما شجعهم على الإقدام على الأمر.
مجد جابر - الغد