زاد الاردن الاخباري -
في خطوة مفاجئة، قرر الملياردير إيلون ماسك، المضي قدما في صفقة استحواذه على موقع "تويتر" بالسعر الأصلي المتفق عليه، قبل حوالي أسبوعين من بدء جلسات المحاكمة في دعوى "تويتر" ضده لمحاولته الانسحاب من الصفقة.
وأبلغت شركة "تويتر" الهيئات التنظيمية، الثلاثاء، أنها تسلمت خطابا من إيلون ماسك يذكر فيه أنه سيمضي في الاتفاق الذي وقعه هذا العام للاستحواذ على المنصة مقابل 44 مليار دولار.
خطاب إيلون ماسك، إلى "تويتر"، اشترط وقف المحاكمة بشكل فوري وجميع إجراءات الدعوى ضده، حيث كان من المقرر أن يجري استجوابه تحت القسم يومي 6 و7 أكتوبر.
وتعهد ماسك في الخطاب، باحترام سعر الاستحواذ البالغ 54.20 دولارا للسهم، مما أدى إلى قفزة كبيرة بنسبة 22 بالمئة في قيمة سهم الشبكة الاجتماعية خلال تعاملات الثلاثاء.
ومن شأن تنفيذ الصفقة أن يضع أغنى شخص في العالم على دفة قيادة واحدة من أكثر المنصات الإعلامية نفوذا وينهي تقاضيا مستمرا منذ أشهر أضر بعلامة تويتر التجارية وغذى ما عرف عن ماسك من تصرفات وقرارات غريبة وغير متوقعة.
وسيتولى ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية، زمام الشركة التي التزم بشرائها في الأصل في أبريل، لكنه سرعان ما عدل عن قراره، حيث قال في رسالة في يوليو إنه يعتزم إلغاء الشراء لأنه تعرض للتضليل بشأن عدد الحسابات الوهمية، وهي مزاعم رفضها "تويتر".
محاكمة غير مضمونة
جاء المنعطف الأخير في صفقة استحواذ ماسك على تويتر، قبل أقل من أسبوعين على بدء المحاكمة في الدعوى التي رفعها "تويتر" لإلزام رئيس تسلا بتنفيذ الصفقة، والتي من الممكن أن تجبره على الدفع سواء أراد أم لا.
ولم يتضح بعد سبب اختيار ماسك للتخلي عن معركته القانونية، لكن البعض عزا ذلك إلى اقتراب مواجهته أسئلة من محامي "تويتر"، وحتى يتجنب النزاع القضائي حول الصفقة، خاصة أن فوزه في المحاكمة غير مضمون.
وقال إريك تالي، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا "كان (ماسك) على وشك مواجهة أسئلة (من قبل محامي تويتر) وكان سيظهر الكثير من الحقائق غير المريحة".
في هذه المحاكمة المقررة بتاريخ 17 أكتوبر، كان يتعين على ماسك أن يثبت أن "تويتر" انتهكت شروط الصفقة، وذلك فيما يتعلق بعدد الحسابات الوهمية، وهو الأمر الذي قالت منصة التواصل الاجتماعي إن رجل الأعمال استخدمها كذريعة للتراجع عن صفقة لم يعد يجدها ذات جدوى اقتصاديا.
وكان ماسك، وهو أحد أبرز مستخدمي تويتر، قال في يوليو، إنه يمكنه الانسحاب من الصفقة دون التعرض لعقوبة لأن عدد الحسابات الزائفة أعلى بكثير من تقدير تويتر بأنها أقل من خمسة في المئة من المستخدمين. ويمكن أن يؤدي استخدام هذا النوع من الحسابات إلى المبالغة في تقدير عدد الأشخاص الموجودين في الخدمة، وهو أمر مهم لمعدلات الإعلان والقيمة الإجمالية للخدمة. لكن تويتر قالت إن ماسك لم يقدم ما يؤيد هذه الادعاءات.
وذكر تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن فريق ماسك القانوني كان يشعر بأن القضية لا تسير على ما يرام، حيث انحازت القاضية في محكمة ديلاوير، كاثالين إس تي جيه ماكورميك، إلى "تويتر" في أحكام سبقت المحاكمة.
كما أن فريق ماسك كانت لديه مخاوف من أنه لن يكون قادرا على إثبات التأثير السلبي الجوهري، فيما يتعلق بمسألة الحسابات الوهمية، وهو المعيار القانوني المطلوب لإنهاء العقد.
وقال آدم بدوي، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الصفقة الأصلية "تصب في مصلحة البائع (تويتر) بشدة وسيكون من الصعب للغاية الخروج منها". وأضاف أن ماسك أدرك "على الأرجح أن ذلك سيؤدي إلى إجباره على إتمامها عند 54.20 دولار للسهم".
خسائر البنوك
ستؤدي التسوية بين الجانبين إلى إحياء المخاوف بين مستخدمي "تويتر" بشأن خطط ماسك للمنصة، التي حظرت أصواتا بارزة من التيار السياسي المحافظ. ويأمل أنصار دونالد ترمب أن يعيد ماسك تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق، والذي تم حظره بعد هجوم أنصاره في السادس من يناير 2021 على مبنى الكونغرس.
واستخدم ماسك موقع "تويتر" لإثارة الجدل بشأن قضايا كان أحدثها ما طرحه يوم الاثنين من خطة سلام للحرب الأوكرانية الروسية، والتي سرعان ما ندد بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وستسمح التسوية بالسعر الأصلي لماسك بتمويل الصفقة دون أي تعقيدات.
باع ماسك بالفعل ما قيمته 15.4 مليار دولار من أسهم "تسلا" منذ موافقته على شراء "تويتر".
وحصل ماسك أيضا على التزام تمويل من البنوك- ومنها مورغان ستانلي وبنك أوف أميركا وميتسوبيشي يو.إف.جيه فايننشال غروب وباركليز بي.إل.سي- للحصول على قرض حجمه 12.5 مليار دولار لدعم استحواذه على "تويتر".
ومن المرجح أن تخسر البنوك التي وافقت على تمويل الاستحواذ مئات الملايين من الدولارات في الصفقة لأنها ستكافح لجذب المستثمرين لشراء الديون، بالنظر إلى الانكماش في الأسواق منذ توقيع الصفقة.
ومع ذلك، وافقت البنوك على توفير التمويل بغض النظر عما إذا كان بإمكانها بيع القروض ومواجهة احتمالات قانونية طويلة لتحرير نفسها من الالتزام بالتمويل، وفقا لملفات تنظيمية.
ونظرا لأن "تويتر" قد تلقت بالفعل دعم المساهمين لبيعها إلى ماسك، فقد تُبرم الصفقة سريعا في الأسابيع المقبلة إذا استقر الجانبان على الشروط الأصلية.